كشاهد على أحداث البحرين المؤسفة أكتب ..بعض الخواطر التي تجول في خاطري حسرة وحبا لوطني ولأمتي ...
تلك الأحداث لم تبدأ منذ فبراير 2011 كما يظن البعض لكنها بدأت منذ أول وفد بحريني خرج إلى إيران مهنئا مهللا لثورة الخميني ليبدأ حينها الإعداد إذن منذ السبعينات من هذا القرن وإيران تنفخ في كير الطائفية بعد أن كان أهالي هذه الجزيرة الوادعة متعايشون رغم التنوع .. لكن لماذا هذا هو السؤال الكبير الذي يطرح نفسه؟
حتى تسمح لأخطبوطها أن يحصل على ذراع جديد له لتبسط سيطرتها ونفوذها لتقوي خرافاتها وتوسع دولتها وتسرق خيرات جديدة ولتحطم عدوها الإستراتيجي "في قاموس جنونها الفاشي" الذي تبني عليه كل أحقادها الخرافية المتفجرة المشاعر السعودية
السعودية ليست كممثلا لآل سعود لكن السعودية كممثل لأهل السنة كما ترى هي وفي خيالها المفرط في الجنون أي فسطاط معاوية
وهم من ادعى كذبا وزورا فسطاط الحسين رضي الله عنه والحسين منهم ومن أفعالهم براء
إن المجرمين الذين دهسوا روحا بريئة أحمد المريسي لم يندموا بل يعتقدون أن عملهم هذا يدخلهم الجنة ويشفع لهم عند الحسين فهم ينتقمون من فريق معاوية!
أحمد يتيم الأم والأب منذ نعومة أظفاره وهو يعشق البحرين أصبح مجرد رقم في نشرات الأخبار الظالمة وكثير منها عرضت صورته والمذيع المتأنق يقرأ النشرة دون أن يرف له جفن طبعا فهم لم يروه وهو يحمل حقيبة المدرسة ويمشي إليها صباحا على ثرى هذه الأرض ولم يروه يلعب مع أطفال الحي ويحرص على الصلاة جماعة في المسجد لم يروه يكبر ويترعرع على ثرى البحرين وبكبر معه حبه لها .. أحمد مخلص معتدل الحال وأقرب إلى الفقر لديه شقة صغيره تؤيه وزوجته وأطفاله الثلاثة وأصغرهم لم تكمل ال7 شهور يدهس وهو يقول لا إله إلا الله يدهس وهو المسلم المحافظ على الصلاة في المسجد يدهس 4 مرات بشاحنة دون رحمة!
إنظروا إلى الحقد الأسود الذي مارأينا أو سمعنا مثله قط إلا في مكان واحد "إسرائيل" حيث نفس العقلية المتوحشة الحاقدة التي تبيح كل شيء في العدو المصطنع وتقسم العالم إلى فسطاطين فسطاط السامية وفسطاط معاداة السامية كما هو فسطاط معاوية والحسين بل إن معاوية والحسين يجتمعان معا رضي الله عنهما على قتالكم لو أنهم رأوكم اليوم يا من تدعون على لسان أشرف أهل الأرض جواز القتل والترويع وسفك الدماء من أجل ماذا من أجل مكاسب سياسية وكرسي الحكم ليعجل فرج من قدس سره في السرداب!
أحمد ألقيت صخرة عى رأسه ليهشم ...
أي وحش ذاك الذي سكن أجسادهم وشوه تلك الروح إلى مسخ قبيح أنني قد رأيت في البحرين وسمعت أفعالا بام عيني ظننتها موجودة في بطون الكتب لقد سمعت عبارات من القرون الساحقة يوم أن غدر أهل الكوفة بعلي رضي الله عنه وغدروا بريحانة رسول الله الحسين بكل قسوة ولؤم مدعين أنها إرادة الله !
والتاريخ يعيد نفسه
منذ السبعينات وإيران تمد جسورها وتحاول صنع لوبي قوي في البحرين وكما صنع اليهود أسطورة الأرض الموعودة وهيكل سليمان لا تسألوني كيف أقنعوهم أنهم السكان الأصليين وان كل من هم على أرض البحرين غيرهم محتلين !!! "السنة"
وأن البنت يجب أن تتحد مشيئتها مع مشيئة الأم "البحرين و إيران بزعمهم"
وأنهم أحق بالحكم من غيرهم وذك اللوبي لم يتوقف يوما عن حبك المؤامرات العنيفة والمسلحة فضلا عن الأخرى المختبئة خلف الكواليس لتحقيق مراده والتي كانت منذ أن بدأت شيء واحد فقط : العنف! و زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة حيث يبدو أن شهية إيران لم تتوقف بعد أن ابتلعت العراق الللذيذ الملئ بالخيرات والنفط وتم سرقة مليارات الدولارات والفساد طفح وفاحت رائحته فضلا عن فرق الموت والقتل على الهوية ومليشيات المالكي والتعذيب المتوحش واليوم نفس الموال..
فاستغل الربيع العربي لصنع قناع للمسخ وللضحك على ذقون آلاف المواطنين العرب البعيدين يعيشون في اقاصي الأرض ولا يعلمون يسمعون نفس الشعارات الربيعية فيظنون المصدر واحد والبون شاسع واسع كبعد المشرقين ..
إنها حركة زئبقية تحاول أن تلتصق بكل شعار رنان أو فعالية إنسانية و تحاول أن تقلد تقليد كربوني لكل فعل أبهر الناس في ربيع الثورات العربية محاولة جاهدة وباستماتة أن تقول مخاطبة لهم أنا مثلهم انظروا لي مرتدية قناع الوداعة الذي تحاول بلا جدوى إخفاء وجهها القبيح تحته لكن اي مكياج ذاك الذي سيجمل أقبح كائن على وجه البسيطة إنها "الطائفية" تلك التي تسمح لنفسها بكل شيء ابتداءا من الكذب إلى القتل إلى التشويه إلى التآمر مع الخارج إلى الإرتماء في أحضان السفارة الأمريكية ومعروف أن سفيرها في البحرين صهيوني كل هذا من أجل شيء واحد
فضلا عن تقاطع ذاك المسخ الذي يريد فرض إرداته على إرادة الشعب البحريني الحر مع مصالح دول جارة وشقيقة بينها وبين حكام هذه الأرض يبدو خلافات قديمة وثأر من يوم أن كانت الزبارة وهي جزء من قطر تحت حكم آل خليفة .. دون اعتبار لسكان هذه الأرض
لكني لست معنية بصراعات الحكام ما يهمني هو الشعب والإنسان والوطن والأرض والحقيقة قبل كل شيء التي طمسها الجميع
وبتنا نحن في البحرين فجأة كأفراد " كل شيء" بات الواحد منا كل شيء لم ننم ساعة في اليوم واصلنا الليل في النهار
كان الواحد منا تلفاز وصحيفة وتويتر وإذاعة ومسج وفيس بوك ومصور وصحفي ومطبطب ومغطي وساهر على أهله ومتفقد لمناطق تتعرض للهجوم
لقد صدت كل المنظمات الدولية ووسائل الإعلام عنا في حراك غريب جعلني أفهم معاناة الفلسطيني الذي لديه 11 ألف أسير في سجون العدو ثم يصدم حين تطالب المنظمات الدولية المزعومة ليل نهار بإطلاق شخص واحد مأفون يدعى شاليط !!!
لقد زار من يسمي نفسه بالحقوقيين المستشفيات ورأوا بأم أعينهم كيف أنه تم سرقة الأدوية وسمعوا الشهود العيان ممن نثق بهم من رجالنا ونسائنا الأطباء والممرضات الكارثة الإنسانية في معاملة المرضى معاملة لا يعامل بها حيوان فضلا عن بشر
ثم نشروا تقاريرهم المسمومة المناقضة لما رأوا
فأي مصداقية تبقت لهم بعدها؟!
يحاول البعض أن يعزف على وتر اسطوانة باتت مشروخة ليس لديهم غيرها لينفوا كل التهم والحقائق الواضحة ضدهم
الشيعة في البحرين صوتوا لحكم آل خليفة في بداية السبعينات
والحقيقة يجب أن ينظر لها كاملة المعالم نعم هذا صحيح كجزء من شعب هذه الأرض ومعهم أهل السنة وباق مكونات المجتمع لكن... لكن كان ذلك قبل أن تبدأ رحلة التسييس المؤدلج الإيرانية وقبل مرحلة الخميني الطاغية كان يومها حاكم إيران الشاه والشاه شخصية مكروهة بالنسبة لهم وبالتاكيد لن يسمحوا الإنضمام لإيران وهي تحت حكمه و لعلهم يعضون اليوم فقط أصابع الندم على ذلك وأكبر دليل تلعثم كل منهم حتى في الفضائيات وهي وسيلة مفضوحة عجزت فيها تقيتهم المحترفة في طمس عدم رغبتهم في استخدام لفظ الخليج العربي وتمسكهم جدا بالفارسي!
إن الحقيقة أن ليس كل الشيعة في البحرين قد تأثروا بتيار إيران لكنهم الجل والمعظم هناك قلة تؤمن بعروبتها بل تؤمن قبل كل شيء بإنسايتها وبعقلها وأن تقول للخطأ خطأ وللجريمة جريمة حتى لو صدرت من نفس طائفتها لكن أولئك تمارس ضدهم أعتى أنواع الإرهاب المنظم حيث يقاطعون ويساء إليهم يحاولون نبذهم وعزلهم تهميشهم فصوتهم غير مسموع كما أن هناك حركات في داخل فلسطين المحتلة من قبل محتلي الأرض أنفسهم ترفض إجرام العدو الصهيوني لكن صوتها غير مسموع وطرقها خفيف لا يوجع بعد.
من الخواطر .. الألم
والغصة التي يشعر بها كل بحريني حر شريف عندما يرى تقاعس إخوانهم العرب والمسلمين عن نصرتهم أو جهلهم المستفحل بقضيتهم
وللخواطر بقية ...