زوروها هنا
رسالة إلى الريح ..
أيتها الريح الجميلة لماذا تبدئين سيمفونيتك دوما بالعويل وهل يفقه أحد ما تقولين لطالما تساءلت عن سر صراخك وبكائك ذاك هل فقدت عزيزا أو حبيبا ياترى هل تتألمين كنت أشاطرك الحزن دون أتهامي بطامة الجنون لكنك بدوت كطفل حزين فقد كل من حوله
أيتها الريح الجميلة ولطالما أطربتني في أوقات أخرى حين يتحول صوتك إلى همس جميل أيتها الريح أحيانا يكون صوتك ككنز ثمين يمد بنور الحياة
أيتها الريح كيف تستقبلين دورة الحياة هذه
لقد كانوا هنا يوما ما واليوم رحلوا لم يعد هناك أحد
دائما يرحلون كلهم رحلوا أين رحالة الطريق
أين الجمع!
أين النقط أين الحروف
أين أنا!
شاهدت دموع الحاج أبوداقوس .. لاجئ من يافا كم كانت دمعاته حارة تنزل على خديه وتمتزج بصور ماثلة أمام عينيه حية فتغرس نصلها في قلبه دما .. إيه يا يافا في كل مرة ذكر فيها الحاج اسمك تحرك وجعه من جديد حيا فتيا يرسم في ملامح وجهه التي خط فيها الزمن خطوط اليأس والألم خطوط حاول إخفائها جاهدا فما استطاع ..فالجرح فتي ينزف كأنه تفجر اللحظة وليس من قبل 60 عاما خلت … بكى الشيخ كلما تذكر رائحة برتقال يافا والبحر الأزرق بكى الشيخ في كل مرة كان يقول فيها كلمة بيارة .. بكى بحرقة حتى اكتوى قلبه .. مرت أمامه الصور تذكر كيف جاءت المراكب عبر البحر تحمل الشر الأسود تحمل عصابات يهود من كل أصقاع العالم لتسرق منه الوطن الحبيب .. أحسست أن دمعات الحاج هذه غالية جدا ، آه يا أمتى كيف هانت فيك دمعات الثكالى والأيامى كيف هان فيك أغلى ما تملكين أطفال الأمة وهل هناك ما هو أعز وأثمن منهم فلذات أكبادنا التي تحولت إلى أشلاء ممزعة ممزقة في كل جهة تناثر جزء منها وجربت فيها كافة أنواع الأسلحة الفتاكة الوحشية .. لكن هذا المنظر لم يحرك فيك شيئا أو أنه دفعك دفعة لا تكادين تبرحين موضعك ..إن دمعة واحدة من دمعات الشيخ جمال أبوداقوس يفترض بها أن تحركنا جيوشا زاحفة للإنتصار له … إيه يا أمتى أين تلك العزة أين تلك المهة أين جبينك الغر مرفوعا في السماء مبتهجا بترانيم النصر أين!
ماذا أصبحت القدس بالنسبة لنا مجرد شعار مجرد صورة نخرجها من تحت ركام الملفات القديمة عندما نريد أن ندندن بعض أغنيات فيروز القديمة من أجلك يا مدينة السلام أصلي أو عندما نريد أن نذرف قليلا من الدمع كي نتذكر أننا لا زلنا بشرا نحس ونبعد تهمة الجمادات الصماء عنا عندما يوخزنا الضمير ببعض الوخزات المؤلمة لأننا ضحكنا بالأمس واحتفلنا فرحنا من أعماق أعماق قلوبنا دون أن يشوب هذه المشاعر قليل من الحزن المغلف بالألم لأن القدس تئن ..
نحن لا نصادر الفرح لكن أي فرح ذاك والأقصى ينهار والقدس تهود العلم السداسي النجمات يرفع فوق كل بيوت القدس وكل بيت هناك يتكلم العربية يهدم كما يدك كل سور وكل شارع كل طوبة ...
إن شراذم يهود الذين جمعوا من شتات العالم يسرحون ويمرحون هناك بينما لم تعد دولة عربية تتكلم
في السابق كنا نسمع الشجب أما اليوم فهم يمارسون سياسة لا أسمع لا أرى لا أتكلم وأحيانا كثيرة يتبعون سياسة مع عدوي على إبني وعلى ابن عمي!! بالمكشوف دون أي خجل أو حياء لقد وصلت الأمور في الدول العربية إلى درجة مد الساطور بدل السكين لقتل كل عروبة وإسلام في فلسطين لا يريدون لفسلطين أن تبقى عربية أو مسلمة يريدونها ليهود لذلك يحققون مآربهم في خنق غزة لذلك يحكمون الطوق حول عنقها لذلك لا يملكون أي حرج في القبول بخطة أعدتها الشمطاوتين رايس وليفني بقرار صهيو أمريكي وبتمويل فرنسي على أرض عربية بل أم العروبة كما يتشدق النظام المصري ولسان حالهم يقول لا بأس فهؤلاء هم حلفائنا قرارهم قرارنا بل يمشي قبل قرارنا أما قوافل الشرف التي تشرف كل دول العالم أن تفتح كل حدودها البرية والبحرية والجوية كي يعبر فيها ملائكة من البشر نذروا أنفسهم لإنقاذ أرواح المعذبين فمعهم نستخدم دكتوراة العند إياها ونغمة السيادة المصرية الممجوجة!!
عجبي .. فهؤلاء القوم لم يجعلوا الخيانة وجهة نظر فقط لكنها بالنسبة لهم الشيء الذي يدافعون وينافحون عنه أكثر من أي شيء آخر في هذه الحياة !! لقد أصبح أمن يهود أمنهم وكل ما يخطط في تل أبيب ينفذ دون نقاش ولعلهم تناسوا أن أم العروبة يبدأ أمنها من غزة لا من سيناء إن غزة قوية يعني مصر قوية في مواجهة يهود لكن الآيات تقلب والمعادلات تعكس والحقائق تزيف هكذا بمنطق هؤلاء التعساء
أيا قدس يا مدينتي المعتقة يا حبة القلب أي دموع تكفي فجيعتك في قومك في بنيك الذين رموك هكذا للوحوش!