شاهدت دموع الحاج أبوداقوس .. لاجئ من يافا كم كانت دمعاته حارة تنزل على خديه وتمتزج بصور ماثلة أمام عينيه حية فتغرس نصلها في قلبه دما .. إيه يا يافا في كل مرة ذكر فيها الحاج اسمك تحرك وجعه من جديد حيا فتيا يرسم في ملامح وجهه التي خط فيها الزمن خطوط اليأس والألم خطوط حاول إخفائها جاهدا فما استطاع ..فالجرح فتي ينزف كأنه تفجر اللحظة وليس من قبل 60 عاما خلت … بكى الشيخ كلما تذكر رائحة برتقال يافا والبحر الأزرق بكى الشيخ في كل مرة كان يقول فيها كلمة بيارة .. بكى بحرقة حتى اكتوى قلبه .. مرت أمامه الصور تذكر كيف جاءت المراكب عبر البحر تحمل الشر الأسود تحمل عصابات يهود من كل أصقاع العالم لتسرق منه الوطن الحبيب .. أحسست أن دمعات الحاج هذه غالية جدا ، آه يا أمتى كيف هانت فيك دمعات الثكالى والأيامى كيف هان فيك أغلى ما تملكين أطفال الأمة وهل هناك ما هو أعز وأثمن منهم فلذات أكبادنا التي تحولت إلى أشلاء ممزعة ممزقة في كل جهة تناثر جزء منها وجربت فيها كافة أنواع الأسلحة الفتاكة الوحشية .. لكن هذا المنظر لم يحرك فيك شيئا أو أنه دفعك دفعة لا تكادين تبرحين موضعك ..إن دمعة واحدة من دمعات الشيخ جمال أبوداقوس يفترض بها أن تحركنا جيوشا زاحفة للإنتصار له … إيه يا أمتى أين تلك العزة أين تلك المهة أين جبينك الغر مرفوعا في السماء مبتهجا بترانيم النصر أين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق