لقد نسيت كثيرا من معاني كتب الأدب بعد أن غرقت في عالم الأرقام هذا الرقم دخل وهذا الرقم خرج وهذا الرقم في الطريق وتأكدوا من أن الرقم الفلاني سيدخل اليوم في الساعة الفلانية المنضبطة! حتى تحولنا نحن مع كل هذه الأرقام إلى مجرد أرقام ماذا نعني نحن لبعضنا البعض أصلا غير أرقام تأتي وتذهب!
هل هذه هي الحقيقة حقا ، لطالما تساءلت عن سر ذلك في المدرسة منذ أول لحظات المعرفة حين تطل عقولنا على عالم جديد تستشرف منه الحقائق الغائبة عن محيط البيت والماما والبابا كم شخصا مررنا عليه في الطريق كم وجها دخل في ذاكرة عقولنا كم اسما مر على قاموس اللغات الذي يفترش الحيز الأكبر من داخلنا ! لكن لماذا كل هذه الأسماء والوجوه كل تلك الأصناف كل أولئك الشخوص أصبحوا ذكرى دائما يكونون ثم يمرون عابرين دائما هم مجرد عابري سبيل ... هي إذن الحقيقة الخالدة أننا كلنا في هذا العالم كذلك تأكيدا على ما علمتنا إياه الآية الكريمة من سورة الرحمن كناقوس خطر يدق في أرواحنا كلما أراد أن يقرع شيئا ليوقظه بعد أن تداركته يد النسيان!
"كل من عليها فان" "كل من عليها فان" إذن نرددها مرتين وثلاث لنفهم ..
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
ولكن يظل هناك عالم مخفي من الصلات بين تلك الأرواح بعضها تجذب وتقرب وتتغلغل في الداخل والأخرى تنفر وتتباعد سبحان الله إن عالم الأرواح له صلات وبعد تماما كما عالم الأبدان!
اشتريت زهرة أوركيد جميلة من ذلك البائع النشط الذي ما توقف لحظة واحدة عن تصفيف شعر زهراته وتلميعها وكأنه يسرح شعر أطفاله الصغار!
زهرة أوركيد أدخلت في قلبي بقعة ضوء مبهجة مذ رأيتها
إيه يازهرة الأوركيد السكرية سأحاول أن اعتني بك كي تكوني سعيدة دائما