كان الصوت القبيح يقول من الجيش الإسرائيلي أو ما يسمونه هم بذلك إلى سفينتكم أنتم تسيرون نحو منطقة مغلقة إسرائيليا ممنوع دخولكم فيها ارجعوا الآن أو سنمنعكم بكل وسيلة ممكنة ومنها استخدام القوة وإطلاق النار ...
بكل صلافة وتبجح وكأنهم يملكون الأرض والبحر والسماء هم الذين لا يساوون شيئا في ملكوت الله سبحانه
لم تتحرك روح الإنسانية ولم تجزع وأذكر بعض الصور السريعة كفلاش الكاميرا في فلم قديم أن الشيخ الشنو كان يقرأ القرآن وقتها والأخت فاطمة كانت تقرأ كتاب الأذكار سينثيا ماكيني كانت لا تزال تصرخ "دون ., دون دو يو هير مي دون" ولم تلبث دقائق حتى دخل ديريك قبطان السفينة ليعلن أن أجهزة الرادار والجي بي أر إس قد جمدتها تلك السفن الحربية البغيضة وهنا شعرت بألم كالوخز لماذا هم متقدمون إلى تلك الدرجة ولماذا نحن متخلفون إلى هذه الدرجة إن أهل الشر يعملون على أنفسهم وكأنهم سيخلدون في هذه الدنيا وكأنهم من سيملكون الدنيا بينما يختبئ أصحاب الخير خلف الجدران دون عمل ..دون سد الثغور
الوحيد الذي استطاع التواصل مع العالم مراسل الجزيرة لوجود وسيلة اتصال بالأقمار الصناعة
من حسن الحظ أن خبرة ديريك في البحر كانت كبيرة لذا فهو يعلم جيدا إلى أين يتجه شاهدت فيما بعد عندما عدت للبحرين فيلما وثائقيا عرضته الجزيرة تحت عنوان غزة إنا قادمون وكان ديريك قائد السفينة الأولى التي دخلت القطاع فعلا وكان سعيدا جدا حينها وحينها فقط فهمت لماذا كان يتمتع بكل تلك الحيوية والروح المرحة طوال الطريق كان متحمسا جدا فهو شاهد الأزهار تتفتح أمام عينيه أطفال غزة تفتحوا كالزهرات سعادة أمامه في موكب الإستقبال المهيب المرة الأولى وهو لن يستطيع مهما عاش أن ينسى هذا المشهد لقد عاشه فقط وهو يريد أن يعيشه مرة أخرى لأنه لا ينسى أبدا أبدا ..
إذن مع أول خيوط الفجر الجميلة التي زينت رقعة السماء وصفحة المياه اعتلينا سطح السفينة من جديد لنشاهدهم 5 سفن من بعيد تحافظ على مسافة ثابتة بيننا وبينها متعمدين خطتهم كانت مكشوفة لا يريدون مهجامتنا هنا في المياه الدولية لأنهم جبناء أولا ولأننا سنلاحقهم في المحاكم الدولية والعالمية رغم أن تلك المحاكم نفسها لا فائدة منها كلنا يقين بذلك .. عن يمين ويسار وخلف 5 سفن تبتعد أحيان كأشباح رمادية اللون وتظهر قريبة في أحيان أخرى شاورت أليكس بأصبعها وقالت لنأمل ألا تستمر المطاردة حتى آخر المطاف لنأمل أن يتراجعوا وكأن الجميع كانوا بنتظرون هذه الكلمة ليستبدلوا إبتسامات الإرتياح بوجوم وقلق ..
عندما ارتفعت الشمس في كبد السماء قمت بجولة جديدة حول السفينة وانا أصور لم اترك زاوية فيها من دون تصوير لوح لي ديريك وقال ركزي على الأمواج قد تشاهدين الدلافين إن كنت محظوظة قريبا ..
جلست أشاهد الماء لم اكن متحمسة كثيرا لمشاهدة الدلافين بقدر ما أفكر هل سأتمكن من الدخول إلى غزة أم لا .. ماذا لو طلبت من أحد تلك الدلافين إن ظهرت أن يأخذني إلى هناك "كانت فكرة مجنونة على أية حال"
وعند الظهيرة اقترب زورق حربي أسود اللون سريع جدا قرب روح الإنسانية وعلى متنه عشرة جنود مدججين بالسلاح اقتربوا وأصبحوا واضحين لدرجة كبيرة كانوا يدرسون السفينة عن قرب حتى يسهل عليهم مهاجمتها لا حقا وكنا نراقبهم بكره شديد ..حاموا حول السفينة مرتين ثم ابتعدوا من جديد تتبعهم صيحات ضاحكة من ركاب السفينة لاتعودوا جبناء ..
هناك 4 تعليقات:
حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم
أسأله تعالى أن يبارك في الأسطول التركي ويسهل دخوله إلى غزة ليكسر أنوف اليهود المتغطرسة قبل أن يكسر الحصار نهائيا بإذنه تعالى
بانتظار التكملة
لا تتأخري :)
آمين آمين آمين
بوركت على هذا الدعاء الجميل
بإذن الله
غلبتكم معي :)
نمرة غلط :)
؟؟؟؟
إرسال تعليق