إن شعور المخلوق برضا الخالق عنه لهو مدعاة السعادة الحقيقية التي لا تعادلها سعادة .. فإن قدم كل منا كشف حساب لنفسه في نهاية اليوم وقبل أن يغمض جفنيه لينام ليتذكر أن مالك الملك حي لا تأخذه سنة ولا نوم وليفكر ماذا قدم في يومه هل كانت كل حركة و سكنة وخطوة وكلمة فيه في رضا الرحمن أم أن مما قاله ما يدخل في دائرة البعد عما أمر به سبحانه قد يغضبه تصرف أو حديث أو كلمة أو نية أو قصد أو حتى خطرات النفس الأمارة
إن من صدق حبنا لله سبحانه وتعالى أن نلتزم بطاعته وليس الالتزام بالطاعة بحقيقته بذاك الذي يكون أمام الخلق إنما الامتحان الحقيقي هو طاعة المولى عز وجل في ما يخفى عن أعين الناس بين العبد وربه حينما يظن العبد أنه بعيد عن أعين الخلق فلا يرونه لكن الحي القيوم يراه ويعلم لكن الخبير البصير لا تخفى عنه خافية ويعلم ما تكن الصدور
يعلم السر وأخفى تأمل معي أيها القارئ في هذه الآية الكريمة إنه يعلم السر وأخفى أخفى من السر ما هو يا ترى هل هو حديث النفس الهامس هل هي تلك الخطرات التي تجتهد أن تخفيها حتى عن نفسك لكن رب السماوات والأرض يعلمها
كم هو جميل أن تأتي يوم القيامة لتقول لخالقك ربي كنت أنت سبحانك رقيبي في كل عمل فما عاملت الخلق كما عاملتك فإني أفعل ولا أفعل بناء على ما تحب وترضى ربي فعلت ذلك لوجهك الكريم ولأني عندما هتفت ربي أحبك وحبك فوق كل حب وقربك عندي دون كل قرب كان قولا صادقا حقيقيا من أعماق قلبي لا ادعاءا لا يصدقه عمل وفعل
فما قيمة الأقوال دون تسجيل الأفعال
حينما يكون الله أحب إلينا من أنفسنا فإننا نفضل ما يحبه الله على ما نحب نحن حتى و إن خالف هوانا ما يرضيه
إن في تقربك ذلك اجرا عظيما وقربات مباركة تميزك عن غيرك من البشر كافة تميزك أنك مسلم مؤمن تسجل أنك مختوم بختم الله وقف له سبحانه وتعالى
فكيف بالعبد أن يتحرك دون أن يكون ذلك برضا سيده إلا إن خرج عن دائرة عبوديته وإن الشرف كل الشرف في كلمة عبد فقط حينما تكون العبودية لله عز وجل فإنها تكون قمة في الحرية
إن من وجد الله فهو لم يفقد أبدا ومن فقد الله فهو لم يجد شيئا سوى السراب
وإن حب الله لهو المقدم على كل حب
يارب لا تمتنا إلا وأنت راض عنا غفرت لنا ورحمتنا وأحسن خاتمتنا يا لله
اللهم آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق