الاثنين، 21 سبتمبر 2015

لن تفهم أبدا معادلة النفس


تلك النفس العجيبة الأبية التي خلقها الله سبحانه وتعالى كائنا لطيفا بين جنبينا .. إما أن يرفعنا أو يهبط بنا .. ذلك الكائن اللطيف سره ليس كباقي الأسرار قد أعاد اكتشاف لغة المعاجم والمعاني فلم تكن معانيه كمعاني غيره ولم تكن مفرداته كالتي يتداولها المارة في الشوارع أو الذين تلتقي بهم على مقاعد الدراسة أو أولئك الذين يجعلون المتعة هي الشيء الأحلى في حياتهم لقد كانت مفردات خاصة من نوع خاص حيث الحرف ليس ذلك المنتج المكون من مجموعة نقاط الحبر المتلاصقة بعضها جنب بعض بل هي ذلك الشيء المركب كمركبات معامل الكيمياء ذلك المنتج المكون من حرف اللغة العربية وروح الشخص وشعور ومكان وزمن هو حبيس فيه فلو أخرجته من إطاره الرمني والمكاني والوجداني لاختلف الحرف في المعجم وتحول إلى شيئ جديد هي إذن لغة جديدة وفريدة لن يفهمها الشخص العادي .. في هذا الإطار فتعريفي الخاص لتلك الكلمة ليس كما يراها أي منهم السالفون .. إنها شيء خاص من المعاملة الغير موجودة في زمن البشر اليوم .. هي شيء سامي وخاص .. وهي مزيج من التضحية والتفهم واحترام القرار والتجربة الفردية .. هي الدعم المستمر الغير منقطع وتوافر كل أنواع المؤازرة كأنبل ما يكون الشخص دون انتظار عطاء أو مقابل .. أو أي مكسب في المقابل .. هي تلك الثقة التي تجعلك تؤمن تماما بإنسان حتى لو وقف ضده العالم كله .. هل هذا حلم أو خيال أو جزء من صفات كائن أسطوري نبيل لا يوجد إلا في مكتبة قديمة مليئة بالكتب الموغلة في القدم ..ربما لذلك حين يكون منطلقات تعريف الكلمة ليس من نفس القواميس ولا يخضع لمثل تلك القواعد الفكرية فإنك إذن كسكتي القطار متجاورتين تمشيان بجانب بعضهما في رحلة الحياة إلا أنهما لا تلتقيان أبدا. وهذا هو المحزن.

ليست هناك تعليقات:

واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!

Study
View more documents from Bahrainpath