الاثنين، 2 مارس 2009

حي على القدس .. دق ناقوس الخطر!


من الثمرات التي أهدتها لنا غزة في انتصارها الأخير اليقين الجازم بقدرة هذه الأمة على الصمود وقدرتنا كشعوب أن نثبت على الأرض بل واستطاعتنا أن نفرض حيثيات جديدة لم تكن موجودة في حسابات الساسة والزعماء غزة غرست قيمة أننا نستطيع أن ننتفض ونتوحد من جاكرتا في أقصى الشرق وحتى بوليفيا وفنزويلا في أقصى الغرب انتفاضة تعيد شيئا من حقوقنا التي بيعت وتدافع عن ما تبقى من كرامتنا التي نسيت منذ زمن لقد عرفتنا غزة على ذواتنا الحقيقية من نكون وكيف يمكن أن نكون إذا ما وجدت الإرادة والإيمان لذا فإنه لا وقت أفضل من اليوم كي نحشد هذه الشعوب التي وحدتها وحركت إنسانيتها غزة للسير نحو القدس.

إن كل الأرض التي يقع عليها المسجد الأقصى المبارك وهو بالمناسبة كل ما يحيط به السور وليس الجامع القبلي فقط "ذو القبة الرمادية" وليس قبة الصخرة فقط بل هو كل تلك المساحة المسورة بمسجديها العمري والقبلي بساحة الصلاة بالمصاطب ببواباتها بمحاريبها بمدارسها بسبل الماء فيها كلها أرض مقدسة وقف إسلامي تمثل مسجدنا الأقصى المبارك فإن هذه الأرض اليوم إضافة إلى الأحياء المحيطة بها تدق ناقوس الخطر.

المخطط الصهيوني المنشور لنسف المسجد الأقصى وبناء مشروع حديقة داوود كما يزعمون في مكانه ليس مجرد مخطط على الورق أو أحلام تسكن رؤوسهم لكنه مشروع طرح كمناقصة وتم تقسيم كل جزء منه على مقاول سيقوم ببنائه وتم رصد حتى الميزانيات من سيتكفل بها والجهة التي ستمول وهناك خطة احتياط كذلك في حال ما حدث عجز في الميزانية من الذي سيغطيه وكيف سيدبر المبلغ المتبقي وليس ذلك فحسب لكنهم بدؤا فعليا في المراحل الأولية بخطى ثابتة وبدون جس نبض وكأننا أمة من الصم والبكم!

أول تلك المراحل كان الإعتداء على مقبرة "مأمن الله" أو مقبرة الصحابة وسميت بذلك لأنها تضم بين جنباتها مقابر لكثير من صحابة رسول الله رضوان الله عليهم الذين هاجروا إلى أرض الرباط بعد أن عرفوا فضل هذه الأرض واليوم جرفت سلطات الإحتلال جزء كبير من هذه المقبرة ليبنوا عليها متحف "للتسامح" كما يسمونه فياللتسامح المبني على مذبح النازية!

ثاني هذه الإعتداءات كان ما جرى في حارة المغاربة هذه الحارة أو الحي يقع في الجهة الملاصقة تماما لحائط البراق حيث ربط رسول الله الدابة واستراح في غرفة أسفل التلة القريبة ثم صلى جماعة بأنبياء الله سلام الله عليهم هذه الحارة سبق وأن ذكرنا أنها أزيلت تماما وهي أرض وقف أوقفها السلطان الناصر صلاح الدين للمغاربة المجاهدين الذين بذلوا دمائهم وأرواحهم في سبيل الدفاع عن الأقصى فهي وقف اسلامي اغتصب وأبيد عن بكرة أبيه!

ومن ثم كان الإعتداء على مدخل باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك وبالذات قرب الجامع القبلي وإعادة بنائه على نحو يسمح للدبابات والجرافات الصهيونية اقتحامه في أي وقت وعلى يسار البوابة مشهد حزين لحائط كان اسمه حائط البراق فإذا بهم قد حولوه حائط للبكاء وتلاوة تراتيل الحقد وهز الرؤوس وصرخات الحقد الصهيونية البغيضة ويريدون توسعة الساحة المقابلة لهذا الحائط واقتطاع أجزاء أخرى منها لجعلها مصلى للنساء الصهيونيات!

وفوق هذا وذاك فإن مستوى الرقابة على المسجد بلغ ذروته وأحيط بأسلاك كهربائية ترسل نبضات إذا ما دخل أي كائن المسجد دون علم سلطات العدو الصهيوني كما وهناك كاميرات للمراقبة ونظام تعسفي مرير لا يمسح لأحد بالصلاة بثالث أهم المساجد في أمة الإسلام إلا لمن تجاوز عمره الخمسون عاما وأحيانا لا يسمح حتى لهؤلاء بالصلاة وتمنع النساء كذلك في كثير من الأحيان!

واليوم يأتي الدور على حي سلوان في أخطر إعتداء على المسجد الأقصى منذ حرقه في العام 1969م وأمر معلن بهدم حوالي 1500 بيت واغتصاب هذه الأراضي والبيوت من أصحابها الأصليين من أجل بناء حي يهودي مقدس بعد أن تعبت معداتهم الحفرية من البحث والبحث المضني عن شيء واحد يربطهم بالأرض لكن هيهات لقد بنوا مدينة من الحفر تحت مسجدنا الحبيب لكنهم لم يجدوا شيئا وهذا هو السبب الرئيسي الذي يدعوهم اليوم لبناء هذه الحارة على غرار الحي المسلم والمسيحي للبلدة القديمة والمحيطين بالمسجد الأقصى المبارك وهذه الخطوة ليست جديدة وليست خفية بل هي معلنة منذ شهور كل ما في الأمر أنها تنفذ اليوم بعد أن نفذت المرحلة الأولى وسط صمت عربي وإسلامي وجاء دور الخطوة الثانية فلم لا تنفذ ما دام الصمت مستمر!

إن شراذم بني صهيون لا يوقفهم إلا الرعب و التهديد الحقيقي لأمنهم وإلا فإن الشجب والتحذير والبكاء لا يجدي شيئا لذا فحق على الأمة التي تحركت ضمائرها فحركت بدروها العالم انتفاضة لغزة العزة حق عليها أن تنتفض وتدفع العالم من جدي لكن نحو القدس وترعب بني صهيون أن عيونهم لا يمكن أن تذوق طعم النوم أو الراحة مادام مسجدنا الأقصى المبارك وقدس أقداسنا تحت النار فإذا كانت المذبحة توقفت مؤقتا في غزة فإنها قد اشتدت هناك في القدس وها نحن حتى لحظة كتابة هذه الكلمات نقرأ خبرا عاجلا أن الجرافات الإسرائيلية تدك وتهدم البيوت في حي عين اللوزة بالقدس فهل حانت ساعة الإجابة يا أمة محمد؟

ليست هناك تعليقات:

واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!

Study
View more documents from Bahrainpath