الأربعاء، 15 أبريل 2009

غرفة صغيرة في بيتنا القديم



في بيتنا القديم كانت غرفة ضيقة تكمن هناك في وسط البيت
بالكاد تسير بضع خطوات فيها بعد أن تفتح الباب لتنتهي مساحتها وتستقبلك حينها النافذة المطلة على زقاق معتق تدخل إلينا عير فتحاتها كل صوت تضمه من الحارة .. صوت بائع الكعك .. رائحة أشعة الشمس في ذات صباح صيف مذهب ... ترانيم المسحراتي وطبله المخيف الذي أدخل على خيالاتنا الطفولية البريئة قصصا من الأساطير في شتاءات رمضان اللذيذة ...
لتلك الغرفة السحرية رائحة أحلى من المسك وبين جنباتها الضيقة تنام الدنيا بكل ما فيها من رحابة وفضاء ..
كانت الدنيا تسجن نفسها طواعية هناك بكل ما فيها من أحلام وذكريات
هناك خلف الباب الخشبي لوحة ربتنا كثيرا ونثرت في تربة أرواحنا الكثير من باقات النور فإذا البراعم المنسية تحاول أن تطل برأسها ..
بعد كل تلك السنين هل تعلمين يا أيام ماذا تعني لي تلك الصورة وماذا عنت يوما لي؟
بعيونها الواسعة التي احتضنت المسجد الأقصى وكل ذاك الإحمرار في طرفها الذي نبع دمعا أحمر قاني ..
وهناك بالقرب كانت مكتبة حوت كتبت أثيرة وأشرطة كنا ننظر لها بإجلال كأنها كنز خفي نخشى أن نفقده
كل أمنياتنا وأقصاها أن نمتلك منها واحدة لنتصفح أو نسمع
وتلك السجادة الجميلة مطوية بحنو تحكي قصة إخلاص من ركع عليها تلك الركيعات فنثر من سنا نورها رائحة جزم كل من دخل هاتيك الغرفة أنه اشتمها كقوارير من مسك صاف .. كانت منبع نور وعلم وحسن خلق ..
كانت قبلة في بيت أظلم بعد أن خرج صاحبها منه هو خرج ليصنع سعادة نسأل الله أن يكون قد وجدها لكنه ترك قلوبا تشتاق همسات إيمانه وأخوته التي ارتوت جنبات أرواحهم من عبيرها ..

ليست هناك تعليقات:

واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!

Study
View more documents from Bahrainpath