أيتها النفس التواقة للرحيل على ذلك الجناح الميمون ، اسكني ، فالدروب دونك مسدودة ، والجسد تثقله الأغلال . وإذا كنت لا تستطيعين ... فتحرري منه ، وعيشي الخيال وتسلي مع الأطياف ... أطياف من عشقوا فصدقوا فصدقهم الله .
شعبان سليم حسونة
***
يمر علينا السابع من أبريل لهذا العام كما مر علينا الثاني والعشرين من مارس ..
هل لا نذكر قادتنا ومشايخنا ومربينا الأفاضل إلا في التاريخ الذي كوينا فيه بمرارة الفراق ..
بالطبع لا هم معنا في كل لحظة وفي كل خطوة وفي كل همسة نذكر عملهم نذكر فعلهم نذكر ثباتهم ونذكر الحق الذي تمسكوا ألا يحيدوا عنه طوال حياتهم العامرة حياتهم تستحق فعلا لقب حياة لأنها أحيت القلوب أحيت الأوراح أحيت أمة أحيت الساعات والدقائق في عمل وطاعة وجهاد ودعوة ودفع للظلم في رفع جبين الأمة وإزاحة غبار الظلم والجور والعدوان عنها
رنتيسي وياسين هي ليست مجرد أسماء هي نماذج يجب أن تتكرر ما ضحت هذه القدوات بأرواحها كي تبكيهم عيوننا فقط إنهم يريدون منا أكثر من الدمع هم يريدوننا مئة ياسين مئة رنتيس هم يريدوننا أن نسير على خطاهم ونزهر دربهم تماما كما تنادينا الأبيات :
"كفكف دموعك ليس في عبراتك الحرى ارتياحي ... هذي سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي"
احمل سلاحي هما احمل سلاحي في الكلمة احمل سلاحي في الدعاء احمل سلاحي في الذود عني احمل سلاحي في حماية ظهري احمل سلاحي في حفظ دربي ودعوتي وميثاقي احمل سلاحي يا أخي
الرنتيسي في كل حرف من اسمه درس تعلمناه كان الصمت عنده درسا كانت النظرات عنده درسا كانت التربيته عنده درسا كانت الإبتسامة عنده درسا ..
كلما قرأت ديوانه الشعري اكتشفت فيه معاني أكثر عمقا وكلما تصفحنا سيرته كلما ازددنا شوقا له
من أكثر ما يشد فيها قصة تعلق سجانه به لدرجة لا توصف
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من حمر النعم" أو كما قال عليه الصلاة والسلام
فكيف إذا كان هذا الشخص الذي اهتدى على يديك هو سجانك !
أيمن الطنبيجي سجان الرنتيسي السابق اسمى ابنه عبدالعزيز لشدة ما أحب الشهيد القائد لأنه اكتشف أخيرا أن للحياة معنى أزاح عن عقله اخيرا غشاوة الجهل وأزاح عن قلبه غبار البعد عن الله أفهمه معنى آيات الله التي كان يتفكر فيها ليلا ويقوم بها في ظلمات سجنه ربط الآيات بالحياة والواقع ربط الآيات بالسياسة بالحق الفلسطيني بالظلم الواقع على الشعب بجور يهود وظلمهم بحقه وحقي وما يجب أن نكونه كمسلمين مستخلفين من الله عزوجل في هذه الحياة الدنيا .. الدكتور كان إنسانا بحق طبيبا للأبدان وللقلوب أولا
يقول الرنتيسي : "دماء الشهداء تطالبنا .. فلا وربكم لن نفرط بشبر من فلسطين"
ودمك اليوم يا رنتيسي ينادينا ويطالبنا فلا والله لن نفرط يا شيخنا لن نفرط يا دكتور لن نفرط أبا محمد ،،
رحمك ربي وأسكنك أعالي الفردوس مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق