الجمعة، 5 مارس 2010

تهديد جبان

حاولت أن أعاند النعاس والتعب في الحقيقة لم أكن أشعر بالنعاس لكن بالحماسة الزائدة كنت أشعر بها تكاد تتدفق خارج روحي كنت متحمسة جدا جدا لدرجة أعطتني طاقة زائدة عن الحد

عندما نزل الجميع من على سطح المركب بقيت وحدي خاصة أن الجو بدأ يبرد أكثر وأكثر وهذا الجو الذي أحب وأفضل .. ريح باردة وموج.. بحر… وخيوط فضية لقمر جميل وحلم يقترب وعلم فلسطين يرفرف في تلك الحظة مر شريط صور طويل أمام عيني تذكرت كل الشهداء تذكرت كل الأحبة فكرت في كل المعارك التي سبقت حاولت أن أتخيلها وأسمع صخبها في هدئة الليل وسحر النجوم .. الكل نزل أردت أن أبقى للشروق لكن لم أكن أستطيع تجاهل الإنذار للمرة الثانية أن على الجميع النزول لأن من الخطر البقاء على السطح في حلكة الليل قد يسقط أي منا دون أن يدري عنه البقية وسيكون من الصعب جدا أو من المستحيل إنقاذ أي شخص في هذا الليل …

نزلت كان القبطان ديريك الذي يتمتع بروح الدعابة نشطا ومعه "نسيت اسمه" الشخص الآخر من السويد 3 أو 4 آخرين يسهرون على خط سير السفينة والباقين تغلب عليهم النوم تدريجيا كل الطاقم يرتدي ستر النجاة البرتقالية اللون الفاقعة لم أنم كنت أنشغل بالتصوير وأراقب حركة الطاقم .. شعرت بحركات غريبة فجأة وسرعة لم أعتدها في ذهاب المساعد وعودته .. شعرت أن هناك شيء غير طبيعي .. عاجلنا الصوت في المكبر ليأكد على الكل التأهب المراكب الصهيونية تطاردنا … دخل المساعد بسرعة لبهو السفينة أخرج ستر النجاه وزعت على الجميع الكل يجب أن يرتديها احتياطا والتقط لا سلكي روح الإنسانية صراخ الغزاة المحتلين … عودوا لن نسمح لكم بالمواصلة الإنذار الأخير عودوا أو ستتعرضون لهجوم سنوقفكم بأي طريقة كنت أسمعهم هذه أول مرة تلتقط أذناي صوت هؤلاء الغزاة الحاقدين هذه المرة التي أسمع فيها صوت أعدائي الصهاينة هذه المرة اللأولى التي أستمع فيها لمن قتلوا شعبي وسرقوا وطني وأرضي تمنيت لو التقطت السماعة من يد هويدا لأصرخ في وجوهم أيها الوحوش أنتم لا شيء سوى مجموعة سراق يا عصابات الغدر سندخل رغما عنكم كان الجميع يشعر بالتحدي لا أعتقد أن أحدا كان يخالجه غير هذا الشعور التحدي والقلق فقط من أننا قد لا ندخل حيث القلب يتمنى إلى أرض الحرية

كانت هويدا في منتهى القوة والصرامة والأدب القانوني كذلك إن صح التعبير كانت في كل مرة يكلمها ذاك الصوت الجبان القبيح ترد عليه

نحن سفينة روح الإنسانية سفينة مساعدات تحمل على متنها نشطاء حقوق إنسان من أكثر من 10 دول مسالمون من غير أسلحة نحمل مساعدات للشعب الفلسطيني نسير في المياه الدولية ما نقوم به قانوني 100% لا حق لكم قانونا بالتعرض لنا ملاحقتنا أو الهجوم علينا سنواصل الرحلة ولا حق لكم في ردنا

رائع يا هويدا أنا فخورة بك

كلماتها كانت مدروسة لا عشوائية وهي تملك الحق في كل كلمة قالتها وهي تعرف ذلك جيدا كونها محامية ودارسة للقانون كما تحمل الجنسية الأمريكية ، ما يسمى ب "الإسرائيلية" و"الفلسطينية" المزدوجة فهي تعلم تماما عن ماذا تتحدث دون حرف زيادة أو نقصان

دخل ديريك ليتفقدنا كان يمزح ويرفع من روحنا المعنوية وأخذت سينثيا تتصل في الولايات المتحدة في "دون" ولابد أن زميلتاي تعلمان عن ماذا أتكلم  كذلك مريد كونها دبلوماسية رفيعة المستوى لكن مالذي يعرفه هذا العدو المتعجرف إنه لا ينظر إلى أبعد من أنفه!

أخذت السفن تلاحقنا قرابة ال5 ساعات متواصلة وبدأت هذه المطاردة ببعض التصرفات العنيفة أخذت تسير بسرعة جنونية حول السفينة لتحدث تيارات وأمواج تأرجح السفينة بقوة لتفقدها التوزان وتغرقها الموجة الأولى أسقطت مريد من على الكرسي الذي كانت تجلس عليه فجأة ولولا ستر الله لكانت سقطت في البحر لأن الباب كانت مفتوحا وكانت فتحة كبيرة تنتظرها بالقرب من حافة السفينة لكن انتشلناها في اللحظة الأخيرة

تمسكنا بقوة ثم أخذ التهديد يزداد عنفا إذا لم تعودوا سنطلق النار خلال 5 دقائق!

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

كثيرون يطوفون البلدان بخيالهم ويحاولون صياغة قصص تكون مقاربة للواقع لتوصل الصورة واضحة للمشاهد

وأنت مررت حقيقة بهذه الأحداث وأجدت صياغتها بأسلوب الرائع تجعل القارئ يتمنى أن لاتتوقف القصة وينتظر الباقي بشغف

فهل بالإمكان جمعها في كتيب يباع ويكون ريعه لغزة؟

فتكونين بذلك قد أصبتي عصفورين بحجر ، نشر معاني الرائعة لأكبر عدد وجمع مبلغ لغزة

فما رأيك؟

غير معرف يقول...

هل يوجد خيار للتصحيح؟

توجد أخطاء املائية وتعبيرية فادحة، أرجو المعذرة

غير معرف يقول...

هذه قوية عزيزتي ..
من سيقبل أن ينشر لي!
لازالنا نحبو :)

غير معرف يقول...

ولم لا!!

هناك مستويات أقل بكثير من حيث اختيار الموضوع والفكرة والمبادئ التي تحويها القصة والأسلوب ولكنها نشرت ولاقت رواجا خصوصا بين فئة الشباب الصغار

الجمعية نفسها طبعت قصصا للأطفال ليست بذاك المستوى الخيالي من الرقي

فلماذا لاتجربين طرح هذه الفكرة عليهم وتتخذين بالأسباب؟؟

خصوصا أنها تجربة فريدة ويجب أن تبقى في أذهان الناس ليعرفوا أن من بينهم من حاول وشارف على الوصول ،لعلها تحرك الأمل المقترن بالعمل الجاد عند بعض الشباب فيعيدوا المحاولة ، فلو نجحوا بتوفيق الله تكونين سببا في وصولهم، وبدلا من أن يصل شخص واحد تصل أفواج ..

غير معرف يقول...

اه كم كنت أتمنى أن أكون معكٍ في هذه اللحظات في تلك السفينة التي كانت تبحر الى ارض العزة والكرامة ...
وانا من المؤيدات لنشر مثل هذه القصص ولم لا تكونين السباقة في نشر مثل هذي القصص

واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!

Study
View more documents from Bahrainpath