من أجمل ما قرأت في الرد حول ما أثير عن الحادثة التي تحاول الوسائل الصهيونية وأذرعتها تضخيمها وتهويلها ومحاولة إستغلالها للإنتقاص من حركة المقاومة الإسلامية حماس والغمز واللمز المتوقع منهم مقال للأخت لمى خاطر وهذا مقتطف من مقالتها للفائدة -جزاها الله خيرا - :
*******************
لكنّ ما ينبغي التوقف طويلاً عنده في تفاعلات هذه الحادثة هو الموقف المشرف للشيخ المجاهد حسن يوسف الذي لم يتوان بداية عن الإعلان من سجنه على الملأ أن ابنه لم يكن في يوم من الأيام عنصراً في حماس أو شغل موقعاً ذا قيمة فيها، وأن الشيخ كان قد حذر أبناء الحركة منه بعد أن تعرض الأخير للابتزاز من قبل المخابرات الصهيونية، وهذه وحدها كفيلة بدحض المنطق المتهافت لمن حاول أن يقيم حجة التلويث على حماس ويبالغ في تصوير حجم الاختراق الذي ظنّه حاصلاً فيها، إذ ما قيمة ذلك الاختراق الناتج عن سقوط شخصية لا يربطها بحماس سوى صلة القرابة بأحد قادتها، وحدث أن عرفت بعض المعلومات نتيجة لهذه الصلة لا غير، وفي ظروف كان الوالد فيها مطارداً وفي وضع أمني استثنائي؟!لكن الشيخ حسن، والذي يعي كل من عرفه مدى نزاهته وأصالته وإخلاصه لدعوته، لم يكتف بتوضيحه ذاك للإعلام، بل أبى إلا أن يكون كبيراً وشامخاً ومتعالياً على العواطف البشرية حين تصطدم مع العقيدة ثم مع الخلق الوطني السوي الذي لا يحسن التخلق به سوى أولئك الذي أخلصوا الولاء لدينهم وقضيتهم وثوابت شعبهم، فها هو الشيخ المجاهد يعلن من سجنه مجدداً براءته وأهل بيته ممن (كان ابنه البكر) في بيان موجز ودقيق وشامل لا يملك المرء حين يقرأه إلا أن يطأطئ الرأس إجلالاً وتقديراً لهذا الرجل الذي لا يضيره أن يبرأ من الخائنين تقرباً لله ورسوله والمؤمنين حتى ولو كانوا بضعة منه!صنيع لن يعيه أو يستوعبه من استمرأ الوضاعة أو من استطاب نهش لحم حماس وأعرض عن تلمّس محاسن قادتها وجندها.. لكنه شأن الكبار يا شيخ حسن.. وشأن حماس التي لا يفاخر قادتها بأبنائهم إلا حين يكونون سهاماً تنطلق في سبيل الله وأجساداً مخضوبة بالدم.. فالجود بالبنين أبطالاً وشهداء هو القاعدة في عرف قادة حماس، والوقوف على الحق والتقرب إلى الله بنبذ من ضل منهم أو خان هو قاعدة أيضاً، وما على الذين يظنون بحماس سوءا سوى أن يتدبروا آيات فخارها التي ما زالت تسطرها، لتجري سنة لمن بغى اتباع دروب أهل الجهاد.لله دركم يا شيخ حسن، وحسبكم أن كل من توشح جيده براية حماس أو اعتنقها فكرا ومبدأً هو اليوم ابن لكم وسند وهو يرمقكم بعين الإجلال واليقين بصوابية النهج وسلامة المسير، ونسأل الله أن يعوضكم خيراً وأن يجزيكم عما بذلتموه لعقيدتكم وحركتكم وقضيتكم خير الجزاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق