من خلال متابعتي لبعض التغريدات في عالم التويتر المتعلقة بمصير تجمع الوحدة الوطنية والذي سيحسم اليوم السبت الموافق 11 من شهر يونيو لعام 2011
أود لو أشارككم هذا البوح من وحي مراقبة محزنة
كنت أعجب تارة وأبتسم تارة لكنه تبسم الحزين
إنه منطق اللامنطق
افتعال عداوة لا مبرر لها إطلاقا وسيل من التهم والسباب تكال لمن هل لقادة الخونة؟ هل لمن باع وطنه؟ هل هم لمن سهر الليالي الطوال وسافر وقطع البلاد والبحار من أجل تشويه سمعة البحرين الحبيبة؟ لا لكن كل ذلك "للوحوش الكاسرة والمخلوقات الفضائية ومصدر الشرور والبلايا" الإسلاميين!! بين قوسين
إذا أتينا للتفنيد فالتغريدات تناقض نفسها بنفسها
إحدى القضايا المطروحة كانت لا نريد جمعيات دينية كما سموها أو إسلامية
طيب
"جمعيات إسلامية"
لنحلل التهمة إذا كانت المشكلة في الإسلاميين فأعتقد أن رئيس التجمع نفسه فضيلة الشيخ عبد اللطيف آل محمود شيخ دين مسلم سني إسلامي وهذا ما نعرفه جميعا فكيف تهاجمون شيء وتتبنونه في نفس الوقت؟
طيب إذا كان لا مشكلة مع الكلمة الأولى في تلك العبارة المفزعة لدى البعض إسلاميين لكن المشكلة تكمن مع الكلمة الأخرى مع الجمعيات
إذن لماذا تريدون تحويل التجمع إلى جمعية؟ مادام أس الفتن ومشكلة المشاكل وحتى المسئول عن ثقب الأوزون هي الجمعيات المتوحشة؟!
رصد مؤسف آخر كان في الهجوم على الأشخاص بدل استخدام أسلوب الحوار بالتركيز على الفكرة إن أي شخص يتجرأ ويحاول أن يبدي رأيا مخالفا وهو رغبته في بقاء التجمع كما بدأ في صورة ائتلاف كان ينال كيل غير يسير من التهم تصل في درجتها إلى العداوة أو الكره والحقد والدخول في النوايا وهذا أيضا ينم عن ضحالة في ثقافة الحوار للأسف وعدم احتواء للآخر الأمر الغريب على شعب البحرين الذي عرف بحبه للجميع وتقبله لكل الأطياف
قضية ثالثة
طرحنا فكرة أننا نريد عمل استفتاء يضم كل من شارك في الفاتح لأنه يملك الحق في تقرير مصيره فرد البعض لا لا يمكن
ثم نفاجأ أن أولئك البعض نفسه قرر فجأة أن كل وغالبية من في الفاتح أرداه أن يتحول إلى جمعية فعلى ماذا ارتكز هؤلاء يا ترى في تحديد هذه النتيجة العظيمة؟ أي إحصائية تلك التي أخذت؟ ومن الذي أخذها ومن الذي خولهم للحديث والتحدث باسم الجميع
هذا ضحك على الذقون وهذا تهميش لعقول الناس وآرائهم فإن كان الغالبية ترى هذا فعلا فما الضير من عقد استفتاء وأخذ رأي الجميع؟
وأنا عن نفسي سأتقبل الأمر بكل رضا إن قرر جمهور الفاتح العظيم هذا حقا؟
بعض الكتاب ينتهج النهج العلماني ولا مشكلة عنده أن يجاهر بكرهه لكل ما هو ديني ودأب على ذلك سنين طوال ولم يتوقف في كل مناسبة صغيرة أو كبيرة عن ربط كل ما هو سيء بالإسلاميين رغم أنهم من أخير الناس وعلى هذا هؤلاء الكتاب أنفسهم هم من بدأ الحملة المسعورة لإنهاء أي تمثيل إسلامي في التجمع بمعناه القيادي الشامل
التجمع الذي أسس أصلا كوحدة يتجاهل الكثير عن عمد حقيقة أن جزء أصيل منها كان الشباب الإسلامي
ولم يأتي على حين غرة أو بغتة ولم يتطفل في وجوده بل هو من مؤسسي التجمع في كل مراحله
لكن الأب الحاني أي التجمع يراد له اليوم أن يطرد بعض أبناءه البررة بكل قسوة
وهذا ما سيقودنا إلى القضية الرابعة التي طرحت
يتساءل أحدهم في إحدى تغريداته
هل سيخرج البعض من التجمع في حال لم تعجبه النتيجة غدا
في محاولة مرة أخرى لتصوير مدى شر هؤلاء الناس وتشكيلهم في صورة فزاعات بشرية
بينما الحقيقة هي أن تصويت التجمع على تحويله لجمعية
يجبر -علم هذا الشخص أم لم يعلم- كل أعضاءه المنتمين لجمعيات أخرى أو نقابات للاستقالة منه لأن القانون في البحرين يمنع عضوية جمعيتين سياسيتين
إذا هل يلام القتيل على قتله؟
هذا هو منطق اللامنطق مرة أخرى
أنا لا مشكلة لدي أن يكون الشخص علمانيا أو كارها للإسلاميين لكن المشكلة كل المشكلة أن يدعي الديمقراطية ويمارس الإقصاء أن يدعي رحابة الفكر ثم يضيق فكره عن تقبل أحد حتى يصبح كسم الخياط
أن يدعي الوحدة ثم يقص ويلصق في التجمع على هواه
ومشكلة المشاكل كانت في وصف من يحمل رأي البقاء في إئتلاف بأنه مسير وكأن لا عقول لنا وأنه لا يتكلم من وحي نفسه فما لذي أعطاك أنت الحق لتعبر عن وجهة نظرك يا ترى؟ لئن أجبت فاعلم أنه هو ذاك نفسه الي أعطاني الحق أن أعبر من وحي مبادئي ومعتقدي
حسن النوايا والصحة الفكرية أن تعلم أنك كما أنك حر تعبر بصفتك مواطن فغيرك كذلك فلا تعزف على وتر القطيع لأننا جميعا أحرار بحمد الله ولو لم نكن كذلك لما كنا فاتحيين
هذا بعض بوح من هموم
مواطنة فاتحيه
وإلى لقاء آخر
كلمة في الختام : متأكدة يا تجمع الفاتح أنك تعلم أني ابنتك البارة وأنك تسري في روحي
وأعلم جيدا أنك غير راض عما يقال على لسانك وأنك تحب كل مواطن بحريني وتنظر له بعين الأب الحنون
وهذا ما يجعلني أطيب خاطرا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق