أم حانية أحست بالخطر فاجتمعت أكثر من مرة لتهيئ الولادة السليمة لجنينها وتتأكد أن كل الظروف المحيطة مواتية وذلك لأنها تعلم أن هذا الوليد هو الذي سيحمي بيتها ومستقبلها بعد الله وكانت الساحة مظلمة والأفق قاتم من حولها لكنها تسلحت بالإيمان
وواصلت الاجتماعات لتهيئ لتلك اللحظة لم تكن تفكر في شيء حينها غير المولود القادم وغير الخطر الذي يتهدد البيت
تريد أن تحافظ على البيت لأنه الحاضنة الكبيرة والمولود العملاق بصفته الأمل المشرق القادم لم تكن تفكر أن تسجل ما تقوم به أو توثقه إذ لم يتبادر إلى ذهنها أن أحدا يمكن أن يسأل أم في المستقبل ماذا فعلت لصالح ابنك هل أنت تستحقين أمومته حقا؟ عليك أن تثبتيها؟
يجب أن يعي الشباب البحريني حقيقة ما يجري في الحراك السياسي على الأرض
يجب أن يسبر الغور فيستخرج الحقائق من الأعماق لا من السطح
يبحث عن الدر في جوف البحر فيجد الحقيقة ولا يكتفي بالمعلومة المعلبة التي يراد لها ان تبث فتجيش الفرق وتقسم الأقسام والمجموعات وتستحدث مصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان وتجير الاتهامات ليفتعل شرخ آخر في الوطن قائم على أوهام إضافة إلى مايحتويه من ظلم قاس
من خلال متابعتي لتوجه "بعض" الكتاب في الصحف المحلية
الضرب المتعمد والهجوم الكبير على الجمعيات الإسلامية الوطنية الأمر الذي يدعوني للتساؤل حقا لماذا؟
لماذا تحاول كاتبة مرموقة كسوسن وهي على حرفيتها إلا أنه لا تقديس لأحد فنحتفظ بحقنا في الاختلاف معها لماذا تحاول دائما التفريق ما بين كلمة وطني وإسلامي؟
تحاول تصوير الإسلاميين أنهم غير وطنيين أو بكلمتها الأدق
"أصحاب نظرة حزبية ضيقة"
فهل هذا الاتهام يا ترى صحيح؟
ولماذا ينطلي بسهولة على البعض دون أن يحمل نفسه عناء السؤال وتقصي الحقائق التي تثبت العكس تماما؟
لماذا هذا الإصرار العجيب على حل الجمعيات الإسلامية الوطنية وإذابتها في التجمع رغم أنها أعلنت مرارا وتكرار أنها رافد للتجمع لا خصم وأنها تندمج معه اندماج كلي في الأهداف وتتحد معه في الرؤى فلماذا يصر البعض على انصهارها فيه إلى حد التلاشي وتجاهلهم تلك التصريحات المطمئنة والداعمة في نفس الوقت
يتجاهل هذا البعض أن هذه الجمعيات الإسلامية الوطنية التي يكال لها كل تلك الاتهامات هي بمثابة الأم لابنها العملاق الحر وتشعر بالفخر به حيث انبثقت الفكرة من اجتماع لقادة الجمعيات الإسلامية
قبل 14 فبراير للنظر في ما سيؤول إليه أمر البلاد ولوقفة جادة للتصدي للمخطط القادم
فكان الوليد البطل
الذي هز كل فرد في مجتمع البحرين مواطنا أو مقيم
بل هز حتى العالم وقلب موازيين القوى
فهل تعلم تلك الحقيقة الأستاذة سوسن وغيرها ممن يتصدرون الضرب في تلك المؤسسات الوطنية الرائدة التي كانت درع للوطن يا ترى؟
هل رأى أحد منكم أو سمع بأم تضر بوليدها وفلذة كبدها
بل ستظل طالما رزقها الله من عمر تنظر له نظرة حانية محبة وستكون ولامناص محامي الدفاع الأول عنه
والعين الساهرة على راحته الحامية له
فهل هذا يا سيادة الكتاب حق البر للوالدين والاعتراف بمكانتهم
اعترافا غير مطالب به من قبلها أي الأم لكنه واجب للتاريخ وللحقيقة
فما بالكم إن تحول البر الواجب إلى ضرب وتشكيك وغمز ولمز بل تحميل لكل مصائب ومشاكل البحرين بدل من الخصم الحقيقي الموجود
فهذا تزوير وتجيير للحقائق
لا يقبله المواطن الواعي
إن الجمعيات الإسلامية الوطنية ليست خصمكم يا شعب البحرين بل كانت ولا تزال حضنكم الدافئ ودرعكم المنيع في كل محفل وفي كل مكلمة تلم بهذا الوطن
كما أنها ليست بحاجة إلى إثبات أمر مفروغ منه فالمسلمات لا تحتاج إلى تأكيدات ليست بحاجة إلى إثبات ولائها للتجمع فهي ليست كأي فرد عادي فيه
بل هي من مؤسسيه وقد ولد على عينها
إن التاريخ سجل بسطور من نور مواقف تلك الجمعيات مما يفند هذه الحرب الظالمة التي تحاك ضدهم دون بينة أو دليل
إن التعددية الحزبية في أي وطن هي من مقومات القوة لذلك الوطن وهي من زيادة الآليات لتحقيق هدف مشترك أما التمثيل الأحادي فليس صحيا في نظر كثير من المؤسسات في العالم
والوطن ليس حكرا على سوسن أو غيرها حتى يوزعون صكوك الولاء
ويقسمون بالقلم نياشين المحبة
الوطن الذي احتضننا جميعا هو حق خالص لكل مواطن شريف وهو يعلم جيدا ماذا يفعل أبنائه المخلصين له ممن يواصلون الليل بالنهار خلف الكواليس دون شهرة أو ظهور
فلو كان الوطن ممثلا في جسم إنسان
لكان الإسلاميين في موضع القلب من ذلك الجسد قلبه النابض بالمحبة كانوا ولا زالوا
إن إبعاد البحرينيين عن معركتهم الحقيقية ممن يريد بهم شرا من مزوري الحقائق وإشغالهم بمعارك وهمية تصفية لاختلاف إيديولوجيات أو حسابات سابقة
ضد مكونات روح هذا الوطن لهو أمر مستنكر ومستهجن
وأخيرا أقول أيفقأ الرجل عينيه؟
يجب علينا أن نثق بقادة الجمعيات الإسلامية الذين تحركوا في وقت الأزمة لصالح البحرين وبرزوا في الساحة حتى خرج المولود الرائع الذي أسعد قلوب الجميع
تجمع الوحدة الوطنية
فإن أي حراك لهم سيكون أولا وأخيرا لصالح البحرين
وهاهي أنباء الاستقالات الجماعية لكوادر صالحة وطنية أصيلة وكفاءات من جمعياتهم تصل إلى مسامعنا كرافد يقوي التجمع وهذا ما يؤكد
التضحية والإرادة الصادقة من تلك الجمعيات الإسلامية الوطنية
فكيف تقوم بعض الأقلام بتوجيه ذلك الخطاب المتعالي المنتقص لجمعيات البحرين الوطنية
بينما تكف رماحهها وتخفف خطابها إلى الندية والتعامل معاملة المساوي في الحقوق والقوة
إلى جمعيات النفاق والخيانة
فأي مفارقة تلك؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق