مقال قديم كتبته في وقت قريب من مؤتمر الخريف الفاشل الذي مضى :
ليس على المجنون أو السفيه حرج! هل ستقال لنا هذه العبارة في حال وافقت جامعة الدول العربية على المشاركة في المهزلة التي تسمى مؤتمر الخريف القادم؟!
فالمجانين وحدهم الذي يتركون الحبل يلتف حول رقابهم ويسحب في كل مرة أراد الأمريكان الخروج من مآزقهم وخيباتهم سواء في العراق أوغيره والمجنون أو السفيه وحده هو الذي يلدغ من نفس الجحر عشرات بل مئات المرات وتنطلي عليه الشعارات الرنانة التي تدس السم في غلاف من الدواء والعسل فيعيرها من وقته واهتمامه ويجاري الدجل الذي يساق فيها فأي مؤتمر هزلي هذا الذي يراد له أن يكون؟! ولمصلحة من وما الحاجة إليه أصلا؟! وأي مؤتمر ذاك الذي تحشد له الجهود مع العدو بينما الأشقاء أبناء الوطن والهم الواحد يدار لهم الظهر وأيديهم لازالت ممدودة تأمل في لم الشمل ورأب الصدع؟! أو أن الحجة المعتادة التي يكررها المسؤولون العرب في وسائل الإعلام دون كلل أو ملل لتمرير مثل هذه المهازل قد صدقت هذه المرة "المشاركة من أجل صالح القضية الفلسطينية" إذن هو صالح القضية الفلسطينية السبب وراء تنظيم المؤتمر لذلك نجد رعاته ومنظميه هم من قتلة وسفاحي تلك القضية! هكذا إذن صالح القضية الفلسطينية يقول أنها بحاجة لمؤتمر عاجل لكن هل ياترى انتهت المشاكل التي يئن الفلسطينيون ويصرخون من وطئتها واستحالت الحاجة لحلها ولرفع الصوت عاليا من أجلها طوال سنة كاملة مرت عصيبة صعبة جاع فيها الشعب الأبي وعطش وضيق الخناق عليه في أبشع جريمة تمر خلال هذا القرن بمشاركة عربية مؤسفة فإن من عجائب ما يمر على أي متتبع للمصالح الفلسطينية عدم حصوله على إجابات مقنعة على الأسئلة البسيطة التالية :
أين الحشد لمؤتمرات الدعم للشعب الفلسطيني عندما جوع ذلك الشعب وفرض عليه حصارظالم قاتل خانق حتى إنه لم يكن يجد ما يسد به الرمق؟! أين كانت مؤتمرات الدعم عندما كان الفلتان الأمني في غزة وكان الشعب يذبح على اللحية ويسجن ويعذب على الإنتماء؟! أين مؤتمرات الدعم لوقف مهازل التحريض وتقسيم الشعب وحرمان موظفي الشعب الفلسطيني من الرواتب في غزة والأنكى من ذلك أن يتم الإدعاء أن هذا الحرمان هو لصالح غزة فأي حب ذاك الذي يقتل ويسحق الناس؟! أين المؤتمرات لرفض مهزلة تحريض موظفي الدولة على عدم الذهاب إلى أعمالهم بتهديدهم في لقمة العيش وتأليب الأطباء على عدم القيام بمهامهم وعلى عدم مداواة المرضى والجرحى الذين نزفت دمائهم وفاضت أرواحهم على عتبات الأنين والألم بينما المستشفيات خاوية خالية من الأطباء الذين فضلوا الأموال والرواتب على شرف المهنة؟!! أين هي المؤتمرات حين كنا في أمس الحاجة لها لكنا لم نسمع للأسف صوتا يدعو لها؟!! أليست هذه المجازر الأخلاقية والإنسانية الخطيرة تستحق مؤتمرات ومؤتمرات؟! أليست سياسة تفريق الشعب الفلسطيني والتعامل مع غزة المقاومة الأبية التي حررت نفسها بعد فضل الله سبانه وتعالى بالإيمان والبندقية فإذ بهم يتعاملون معها اليوم كأنها جزء ممتد من البحر لا وجود له أليس أكبر جريمة تمر بها القضية الفلسطينية وسابقة خطيرة؟!أين هو مؤتمر رفع الحصار الخانق عن غزة الشماء؟!! ثم أين هي المؤتمرات يوم أن تعرض المسجد الأقصى المبارك للتدنيس تلو التدنيس ولازالت جرافات العدو تعمل على تدمير طريق باب المغاربة المرتبط بالأقصى وبل وتعدى الأمر إلى افتتاح كنيس يبعد 97 متر فقط عن قبة الصخرة المشرفة ولم نسمع بمؤتمر أو حتى صرخة احتتاج يتيمة! فلماذا الحرص اليوم بالذات على مثل هذا المؤتمر؟! ولم كل هذا الحشد والإهتمام لمصيدة اليوم حيث مؤتمر الأفاعي والخراف القادم برعاية رايس ودايتون؟! هذه هي الحقوق الفلسطينية المستباحة التي تدعون الدفاع عنها من خلال المشاركة في المؤتمر فلماذا لانجد واحدا منها على أجندة مؤتمركم المزعوم؟! أم أن هناك خطأ في العنوان سقط سهوا فلعله مؤتمر هرولة التطبيع لصالح "القضية الفلسطينية" ؟! أو لعلها عبارات تخدير تقال لرفع الحرج عن ضمائركم التي سمحت لنفسها أن تطعن هذا الشعب وهذه الأمة من أجل السراب.
هذا المؤتمر المزعوم ليس سوى مؤتمر الإعتراف بالعدو الصهيوني يريدون له أن يكون حفلة جماعية من التطبيع والإنبطاح وهذا ما يجب أن نقول له "لا" ونسعى كشعوب عربية وكأمة إسلامية لمنعه قبل أن يقع المحذور هذا المؤتمر ليس سوى محاولة أمريكية لحفظ ماء وجه الفشل الكبير في العراق يريدونه "طوق نجاة" يحاولون من خلاله كالعادة أن يحملو العرب تبعات أخطائهم فنقابل الإحتلال والقتل ونهب الثروات بالتغطية على فشلهم وإجرامهم من خلال المشاركة في هذه المؤتمرات المقيتة حيث نظهر للعالم و كأن كل شيء على خير مايرام فلازلنا نتصافح مبتسمين أمام الكاميرات ببلاهة في سبيل السلام الأسطوري.
أكبر من ذلك يجب على جامعة الدول العربية أن تعي تماما خطورة الوضع وعدم شرعية المشاركة في مثل هذه المهزلة بكل المقاييس فالوفد الفلسطيني المفاوض ليس لديه أدنى نطاق من الشرعية لم ينتخبه الشعب الفلسطيني من خلال نتائج الإنتخابات ولم يتم تفويضهم حتى من قبل المجلس التشريعي الفلسطيني وممثلي مؤسسات منظمة التحرير فقدوا الشرعية منذ عام 88 باختصار هو وفد فاقد للشرعية القانونية هم مجموعة من عجائز أوسلو لم يكفهم ما جروا على هذا الشعب المسكين من ويلات فعادوا ليكملوا ذاك المشوار المؤسف من خلال المزيد من مهرجانات التنازل بناء على الرغبات الصهيونية والأمريكية وبناء على الأهواء الشخصية لنفر لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة اختزلوا الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية في شخوصهم وضيعوا الحقوق بمسلسل هدرهم للحقوق للوصول كما يبدو إلى التصفية الكلية والتنازل عن أرضنا المغتصبة وأكثر من ذلك فنحن كشعوب عربية واسلامية نرفض أن يكون التفاوض على أرضنا المقدسة والقدس والأقصى رهنا بأيدي هذه الثلة فالأرض أرض المسلمين جميعا ولا يمكن أن تباع وتشترى هكذا ونحن صامتون وليس تصوير الأمر على هذا النحو من باب المبالغة إذا علمنا أن صحيفة العدو "معاريف" أفادت أن العلاقة بين عباس وأولمرت "علاقة حميمة" هكذا تقول صحيفة معاريف وأضافت تلك الصحيفة بأن عباس قال لأولمرت من قال لك أنني سأطرح حق العودة ل "إسرائيل" بين قوسين"!! ف"إسرائيل" دولة قائمة "كما يقول عباس" ولكني سأطرح حق العودة إلى أرض فلسطين والتفاوض هو أين هي فلسطين وأين حدودها!!!!! كلام في منتهى الخطورة يظهر حقيقة أن عباس يؤكد فكرة "يهودية الدولة" ليس هذا فقط بل يؤكد أنها كدولة نقية العرق هذا الكلام يسقط حق العودة المقدس للفلسطينيين الذين هجروا وطردوا من أرضهم وبيوتهم في فلسطين التاريخية والتي يجب أن يرفع 6 ملايين ونصف فلسطيني في الخارج أصواتهم عاليا لرفض ومنع هذا الدجل ليس هذا أخطر ما في الأمر فتصريحات رجل أوسلو "قريع" لا تقل خطورة حيث صرح وعلى قناة الجزيرة في 11-10-2007 برغبة سلطة أوسلو تمرير تبادلية الأراضي مع "الكيان الصهيوني" مما يعني الآتي :
1- تبادلية الأرض تعني المحافظة على الإستيطان وخاصة في القدس وعدم المساس في وجودها تفاوضيا .
2- يعني ذلك أن "العدو الصهيوني" سيحقق الشرط الأمني في منطقة الغور .
3- تعني التبادلية التواصل الجغرافي بين المستوطنات الصهيونية في الغور والضفة وخاصة في القدس الكبرى كعاصمة "للكيان الصهيويني"! .
4- تعني التبادلية الإستيلاء على أحواض المياه والأماكن الإستراتيجية في الضفة الغربية .
5- تعني التبادلية أن يعطى للفلسطينيين مناطق جرداء قاحلة ساقطة أمنية واقتصاديا .
هذه الخطة المسماة تبادلية الأراضي ليست سوى برنامج استخباراتي للعدو الصهيوني أعد منذ عام 1990 صرح به ليبرمان وهاهو قريع والعصابة المشاركة في مؤتمر الخريف القادم يبصمون عليه!
فإلى متى هذا الهروب من الواقع في مواجهة هذه التداعيات الخطيرة؟!! وكيف نسمح كعرب ومسلمون بذلك؟! يجب علينا رفع الصوت عاليا ورص الصفوف والمجاهدة فإن تقاعست الحكومات فلا عذر للشعوب مهم جدا نشر ثقافة رفض المشاركة في هذا المؤتمرفكفانا مهازل من المصافحات والقبلات التي نهديها للعدو بينما لا يهدينا هو إلا الدماء القانية على صدور الأطفال الرضع!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق