الثلاثاء، 4 أغسطس 2009
غوث الجامع الكبير (5)
في الجامع الكبير عرفنا أنه مهمل بدرجة كبيرة تعاني جدرانه من التشققات عندما دخلنا
هناك صعقت
المكان حار جدا ورطب لا توجد نوافذ للتهوية فتشعر بالدوار بسبب رائحة العطن
هناك مرواح من النوع الكبير يتم تشغيلها وقت الصلاة فقط الجدران تماما كما نرى في الأفلام جدران القلاع القديمة الموغلة في القدم بكل تشققاتها وقدمها
السقف لازال بالحجر القديم وأعمدة الخشب لا يوجد تكييف ولا توجد مقاعد ولا كراسي ولا طاولات ولا أي شيء آخر حتى السجاد غير موجود مجرد قطعة كبيرة من الحصير المزركش عندما دخلنا إلى مصلى النساء شاهدنا كومة من الملابس الملقاة كذلك بغير عناية لأنه لا توجد خزانة للملابس
وقالت لنا أم عمر أن هذه الملابس يتم التبرع بها ونفرزها هنا لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وأغلب الجالية الفلسطينية والعراقية هنا فقيرة وهي التي تركت وطنها مرغمة أو رحلت عنه وتركت البيوت والأملاك هناك فكيف سيكون عوز وحاجة اللاجئين لابد أنه كبير؟!
الجالية الفلسطينية في قبرص حوالي 2500 شخص هذه معلومات تستحق منا الإهتمام فكيف تترك جالية كبيرة كهذه دون تواصل مباشر مع العالم الإسلامي جسدها الحقيقي يجب أن نمد تلك الجسور هذا المسجد المسمى بالكبير وهو ليس كذلك بالمعنى الدقيق للكلمة فحجمه متوسط إلى صغير نسبيا هو المسجد الوحيد في العاصمة لارنكا والعاصمة القبرصية كبيرة جدا ..
عرفنا من أم عمر كذلك أن الجالية المسلمة هنا تنظم في المسجد حلق لدراسة القرآن الكريم وتجويده وتحفيظه للصغار والكبار على حد سواء وهم متحمسون و مواظبون لكن تخيلوا معي كيف يتم ذلك دون طاولات أو حتى سبورة للشرح !! بل إن عدد المصاحف محدود جدا ويعانون من حاجة كبيرة لكتب في الحديث والفقه والسيرة ولقد طلبوا منا إمكانية مساعدتهم في توفير ذلك
هذه الدعوة لكم وللجميع إن رغبتم في دعم نشاطات الجامع الكبير ودعم أهله ورواده الطيبين الإتصال بهم عن طريق الأخت أم عمر أو أم أحمد ورقمها عند الأخت فاطمة العطاوي أما إمام المسجد فنجد رقمه عند الشيخ خالد كما أظن
من الوسائل التي نقترحها لنصرتهم :
تواصل العلماء الدعاة معهم
إرسال مصحف وكتب توعوية وعلمية ودينية لهم
تزويد الجامع بالفرش اللازم من الطاولات والكراسي والسبورة وخزانة المربس وغيرها من الأداوت
دعم حلقات حفظ القرآن الكريم من خلال تبني جوائز عينية ومادية للحافظين
إعادة ترميم الجامع على نفقة أحد الدول
وغيره...
علمنا لاحقا أن الطابق العلوي وهو المخصص للرجال أفضل حالا بكثير لحسن الحظ وتم تمرميه للتو
الإمام من ليبيا والمؤذن من العراق صوته ندي
صلينا سنة المسجد وجلسنا ننتظر الجماعة وأم عمر كالنحلة تشغل لنا المرواح وتأتينا بكوب من الماء لا يوجد غيره ! جزاها الله عنا خيرا
الله أكبر الله أكبر النداء الخالد استمعنا له حتى النهاية كنت أتأمل في الجدارن وأشعر أن أجدادنا الفاتحين مروا من هنا وصلوا هنا وشعرت أنها تحكي لنا قصصا وروايات عنهم ...
كانت تجربة جميلة أن تصلي في جامع كالقلعة وكأنه خارج من بطون الأساطير والكتب ..
صلينا ومن بعدها جلسنا نذكر الله وجائتنا يقين الصغيرة الجميلة ابنة أم عمر
لدي صورة لها سأرفقها كما صورتها وهي تقرأ سورة الإخلاص وتلعب في قلادتها
الساعة التاسعة هو الوقت بعد صلاة المغرب هنا !! الوقت متأخر جدا وعدنا أدراجنا من جديد ...
استكمالا لملف الجامع الكبير
لاحقا زارتنا أم أحمد وكلمتنا عن وضع العائلات العراقية وكيف هجروا وكيف الوضع في العراق هناك حيث يقتل الناس على الإسم يقتل الشخص لأن اسمه عمر أو مروان
يقتل الشخص للإشتباه أنه سني أو يدعم المقاومة
وذكرت لي أسماء لمناطق بعينها وقد دونتها في دفتر صغير سأرجع إليه وأعيد كتابتها هنا من جديد
كلمونا هي وجارتها عن عشرات القصص وكيف حفظهم الله من كيدهم وكيف أن الإحتلال يكون أرحم عليهم في كثير من الأحيان من هؤلاء الناس الحاقدون وأن أغلبهم جاء من إيران توا فقط ليقتل في أهل السنة في العراق والبعض لا يتكلم العربية حتى بشكل جيد ويسألهم المحقق هذا السؤال الصريح جاركم سني! جاره سني! الخضار الي جنبكم سني! ثم يختفي الجميع بقدرة قادر
كان الوضع مأساويا حقا إن العراق منسي من العالم العربي من كل النواحي فماذا فعلنا لهذه الدماء التي تسفك هناك؟ وأين هي هبتنا لإخواننا وإنتفاضتنا لأجلهم؟
العلماء هناك يبادون ويستهدفون بطريقة ممنهجة
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
القتل هناك مدروس وليس عشوائي
فأي توغل في الإهمال هذا الذي نعاني منه في دولنا العربية والإسلامية!!
غصص من بعدها غصص على كل
سأعود بصور الجامع وصورة يقين الصغيرة
****************************************
رؤوس أقلام !
- أطفالنا يدرسون في أرقى الأماكن المكيفة والمريحة ومع وسائل جذب ورحلات ترفيهية لكن أين الهمة؟!!
- العراق منسي فأين نلقي بضمائرنا !!
- من أحلى مشاعر السعادة التي لا توصف التواصل مع إخوان لنا في هذا الدين من شتى البقاع وشتى الدول
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!
Study
View more documents from Bahrainpath
هناك تعليقان (2):
غاليتي : أتابع ذكرياتك بشغف بالغ !
وتتسلل الغبطة إلى قلبي رغما عني ..
أغبطك بشدة على ما مررت به ...
دامت أيامك مضيئة عامرة ...
تشرفني متابعتك كثيرا يا إصرار
إن اسمك الجميل .. إصرار أمل يجعلني متأكدة أنك ستمرين بأحداث أهم من هذه وأجمل فالمعادلة بسطية غاليتي ..المعادلة تكمن في اسمك إصرار و أمل
حفظك الله ودمت بكل خير
أختك / رشاش وفل
إرسال تعليق