الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

ربنا بيعين ! (9)

إذن لا سفر يوم الخميس وفي كل مرة تكون غرفة الإجتماعات
ملتقانا لنتناقش وهي صالة كبيرة ذلك هو اليوم الذي شهد فيه ما سبق أن ذكر حيث كان يحب أن نحدد بسرعة السيناريوهات المختلفة وفتحي كونه من يتواصل مع المجموعة العربية كان في اجتماع مصغر معنا جميعا وهناك أحسست بما سبق وقلته كجرس إنذار وفي ذاك اليوم عقد الأخوة اجتماعهم الخاص ومن ثم أشركونا في آخره وكان ما كان مما لاداعي لتكراره أذكر أن دمعات سقطت من عيني لفراق قد يكون بيني وبين كلثم وفاطمة وكانتا تجهزان حقيبتي بكل أخوة وأريحية لكنه سيناريو لم يكتمل ..بعد مغرب ذاك اليوم اكتشفنا محل الآيسكريم واشترينا منه وكلمتهما عن نقاشي السابق مع مريد وتفاعلنا معه وأكملنا جزء ثاني من نقاش حول الفكرة والموضوع .. خلال مرورنا على البقالات التي ترصع شوارع لارنكا على جانبي طريق الفندق يمينا ويسارا لاحظت أن الشعب القبرصي يشترك مع العرب في إدمانه على المسلسلات والتلفاز الصفة الغير محمودة طبعا حتى أن البائعات عند جهاز الدفع يكدن يخطأن في الحساب حتى لا تفوتهن دقيقة من المسلسل في التلفاز المثبت على حائط المحل أسفل السقف بقليل ..ولم ألحظ كما كان واضحا في ألمانيا عشق قراءة الكتب إلا إن كانت الأيام القليلة التي عشتها هناك ليست بمقياس لنخرج بحكم كهذا ..عدنا للفندق وتذكرنا جماعتنا الطيبة في المسجد الكبير وقررنا التواصل معهن من جديد ما دمنا هنا إجباريا لمزيد من الوقت وأخذنا نخطط لذلك مع كلثم وفاطمة ونفكر في أفضل الوسائل ..في تلك الليلة خرجنا نبحث عن صراف لتحويل العملة مكوثنا هنا أكثر قد يحوجنا للمزيد من تحويل العملة مشينا وفاطمة وكلثم الشوراع آمنة جدا في نفس شارع الفندق دون أن نبتعد وفيها من المارة والعوائل الغادي والرائح تسير كان القمر جميلا يتوسط السماء وكانت نظراته تحكي شيئا شعرت بشعور غريب ذلك اليوم وأنا أسير وأطالعه القمر كان يتكلم .. كان قمرا مختلفا فريدا ..وشعرت بالشوق لغزة الحبيبة وكل أهلها الطيبين وشعرت بعظمة الله تملأ قلبي أخذت أسبح الله وأرمق السماء والنجوم والقمر وكان الهواء عليل فيه من البرودة ما ينعش فكرت في تلك اللحظات هذا القمر شاهد علينا يطالعنا جميعا من فوق من برجه هناك في أعالي السماء يستطيع أن يشاهد كل أهل الأرض يستطيع أن يشاهد أهل غزة الآن ولا بد أن هناك أحدا من غزة أو أي مدينة أخرى في فلسطين يطالعه الآن قد أكون وهم نطالعه الآن ونشترك في نفس المشهد ونفس الشعور ولكن لابد أن القمر من أرض غزة يبدو مختلفا يبدو شامخا عزيزا كما هم ولابد أنهم اعتادوا مطالعة القمر لأنهم تعودوا أن تكون رؤوسهم مرفوعة لاتطالع إلا السماء ولا تستجلب العزة إلا منها ما عرفوا معنى الذل وما وجد هو سبيلا إليهم قط الناس في العالم العربي لم تعتد مطالعة القمر ذلك أن رؤسهم تحب البحث عن حجارة ترميها بعيدا بأسفل قدمها نكاية عن التذمر هم يحفظون شكل التراب لكنهم ما فكروا أن الطرق في السماء أكثر سعة ورحابة وفيها كل الحلول! دعكم من فلسفتي هذه لأنها ستؤدي بي وبكم إلى الجنون! أفقت منها على العبارة المكتوبة بالأسود وبحروف واضحة على لافتة صفراء فاقعة هذا هو محل الصرافة لقد وصلنا لكنه مغلق أغلق بالضبط قبل نصف ساعة من الآن ... لكنه يفتح صباحا سنعود إن شاء الله إليه من جديد يوم الجمعة قد يشهد سفرا كل شيء محتمل وقد لا يشد شيئا البتة ..
فجر الجمعة برنامجنا اليومي صلاة قبل الفجر ثم صلاة الفجر والأذكار والقرآن حتى الشروق صلاة الضحى ونقاش فطور صباحي وشاي البيبسي الذي تعده كلثم أو شايي آنا وشايها ألذ طبعا J:)
ثم نقاش شجعنا كلثم أن تعطينا درس وكان جميلا استمتعت به كثيرا زارتنا أم أحمد ذلك اليوم ومعها أختين فاضلتين أخريتين وانضمت لبنى للجلسة وتحدثنا عن وضع الجالية العراقية هنا وفي العراق الحبيب
آه من كل وجع في الأمة لا نرى رجع صداه على حالنا عندما تخرج الآهات من قلوب النساء والأطفال في العراق فإنها تتلاشى يبدو مع الريح إلى أين تذهب إن مدى صداها لا يصلنا ولو كانت قلوبنا سليمة كما ذكر رب العزة في كتابه الكريم لكانت كل تلك الآهات مطبوعة فيها متعلقة بها لا تتركنا حتى نصنع منها ما يخرجهم ويخرجنا مما نحن فيه من ظلم وذل!
أخرجت نوتة صغيرة وأخذت أسأل السيدة العراقية الفاضلة عن عدة أمور دونتها صورنا صورة جماعية بزينا الإسلامي طارت للأسف مع كل الصور التي مسحت من أجهزتنا ...
يبدو لاشيء اليوم أيضا لا سفر وفينجالس كان قد أتي من اليونان سيصل هذه الليلة تكرر اسم هذا الشخص كثيرا وكلما حاول اليأس أن يتسلل إلى قلوبنا سمعنا أحد المنظمين يقول لابأس إن فينجاليس قادم ومن ثم نشاهد فرحة أمل تملأ محياه .. بدأ الفضول يتملكنا من هذا الشخص الذي يبدو أنه طيب جدا .. اتضح فيما بعد أنه العقل المدبر لهذه الفكرة الرائعة سفن كسر الحصار ليلة السبت أخدنا لبنى وكويفا إلى المسجد الكبير وكان الأخوة يسيرون أمامنا أيضا بمسافة ليلحقوا بالصلاة هناك ونحن ورائهم أخذنا زي الصلاة أو "المشمر" كما نسميه في البحرين للبنى وكانت كما كنا سعيدات بذلك عندما وصلنا هناك لبسته وفرحنا كانت جميلة جدا به ووجها منور :)




لبنى .. فاطمة .. كويفا .. تيريزا .. كلثم
قبل الإنطلاق إلى الجامع



صلينا جماعة وشاهدنا أم عمر هناك من جديد وتبادلنا معها حديثا طيبا
في طريق العودة شعرت بالأسى لحال المتحف القريب من المسجد الآيات القرآنية تزينه من كل صوب لكن لا أحد يعلم ما هي قصة هذا المبنى لقد أصبح مجرد متحف قبرصي ! ترى كم من مبنى مماثل غفلنا عنه حتى طمس إن أمتنا عظيمة لكننا ضيعنا مجدها ترى كم يلزمنا لنحث السير ونستثير العزائم علنا نلحق بالركب من جديد الساحل القبرصي جميل جدا لكننا لا نستطيع الإقتراب منه أحسست أن البحر وحبات الماء والرمال تشعر بالألم ولعلها تبكي الآن إنها تعتز بعبوديتها لله تسبح خالقها في كل لحظة وثانية توحد الله الواحد الأحد الذي أبدعها وخلقها لكن الإنسان لا يزال بجهله يلوث كل هذا الجمال بالمعاصي لعل تلك الأمواج الآن تنادي المسلمين وتستحثهم ليعودا إليها كما فعلوا قبلا تريد لصوتها أن يصل للضفة الآخرى من الحدود للجانب العربي منها مارواء البحار تريدهم أن يأتوها بالنور كما فعلوا يوما لكنها لا تدري وكيف لها أن تدري أن الدعاة رهبان الليل فرسان النهار التي تشتاقهم قد تبدل حالهم كثيرا ! لم يعودوا كما كانوا إنها لن تتعرف عليهم أبدا اليوم ..
ابتعدنا عن ذلك المكان وسرنا من جديد نحو الفندق كان الشيخ جزاه الله خيرا يسير أمامنا بمسافة كبيرة ونحن في الخلف يوصلنا للفندق ..
نسيت أن أخبركم أننا صباح الجمعة خرجنا في صفوف منتظمة من جديد في طريقنا نحو الميناء لكن ونحن في منتصف الطريق جائنا آدم يصرخ من بعيد يجب أن نعود هناك أمر من الميناء أن نعود ولا نريد أن نستفزهم!
إذن لا سفر الجمعة ولاالسبت والأحد بسبب العطلة يبدو أن المكوث هنا لن يكون قصيرا
ولحظة الإبحار لن تكون قريبة بعد ...
وربنا بيعين كما يقول أهل غزة!

ليست هناك تعليقات:

واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!

Study
View more documents from Bahrainpath