في صبيحة يوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر للعام 2008 كان المشهد في غزة كمن فتحت له بوابة الزمن فخرج من عصره إلى عصر آخر موغل في القدم والدموية والوحشية
كانت غزة بكل دمائها وجراحها خارج بوابة عصرنا المترف المنعم!
في صبيحة هذا اليوم وبينما الأطفال تخرج من مدارسها والناس تعود من أعمالها في وتيرة وادعة صبت آلة الحرب الإجرامية الصهيونية كل ما امتلكته من أسلحة فتاكة محرمة دوليا على المدينة الهادئة لتدمر كل شيء فيها ويسقط المئات دفعة واحدة من خيرة أبناء الشعب الفلسطيني في حفل تكريم الشرطة ذاك مشهد لن تنساه الإنسانية …
ومشهد آخر هناك يسقط الأطفال قتلى بل يدفنوا أحياء تحت أنقاض بيوتهم جنبا إلى جنب مع ألعابهم وكراساتهم المدرسية .. التي كانوا يلعبون ويطالعون .. فترى رأس الطفلة وابتسامة بريئة على وجهها ملقى قرب الحقيبة المدرسية وأشلاء أخرى قرب الألعاب .. وتهدم البيوت وتستشهد العوائل زرفا وجماعات لتدخل الجنة كذلك
فمن آل السموني إلى آل ريان إلى غيرهم
ومن مدرسة الفاخورة إلى مدرسة وكالة غوث اللاجئين الدولية التي قصفت!
فما ترك حجر ولا شجر ولا كائن ينبض ويتنفس إلا وقصف كي يسحق إرادة الموت في شعب أراد الحياة كباقي البشر!
إن غزة تدرك أن تلك القسوة ليست إلا جزء من مسلسل المعاناة الفلسطيني الذي بدأت فصوله في عام 1948
وأن التخاذل العربي والدولي عنها يجب ألا يصدها عن مواصلة مشوارها وأن ألف ألف حرب لن تغير شيئا من تصميمها على العيش
وأن إرادة الحياة الحرة الكريمة فيها لن تقهر
وأن هذه فاتورة النصر
وأن الأرض لا تعود إلا بالدم
وأن الصبر يورث فجرا
محصلة المجزرة في أرقام سريعة :
بلغ عدد الشهداء 1440 شهيدًا.
- بلغ عدد الجرحى 5450 جريحًا.
- بلغ عدد الذي تشردوا من بيوتهم 9000 مشرّدًا.
- بلغ عدد المساجد المدمرة 27 مسجدًا.
- بلغ عدد المدارس المتضررة 67 مدرسةً.
- بلغ عدد المرافق الصحية المدمرة 34 مرفقًا صحيًا
لم تكن الحرب البربرية وحدها خارج بوابة العصر
بل إن غزة وأهلها الأبطال كانوا كذلك
فعلمتنا أنها وحدها خارج بوابة عصرنا
إذ لا يوجد في هذا العصر شعب بهذه الصفات
وهذا الصمود وهذه العزيمة
فهم من عصر النصر الذي غاب طويلا عنا
بلغ عدد الشهداء الذين قُتلوا في المواجهات المباشرة 82 شهيدًا.
- بلغ عدد الصواريخ التي أُطلقتها المقاومة 1242 صاروخًا.
- بلغ عدد العبوات الناسفة التي استخدمتها المقاومة 79 عبوّة.
- بلغ عدد عمليات قنص الجنود الصهاينة 53 عملية.
- بلغ عدد الكمائن التي احكمتها المقاومة 12 كمينًا.
- بلغ عدد اشتباكات المسلحة 19 اشتباكًا.
- بلغ عدد العمليات الاستشهادية 1 عملية.
- بلغ عدد محاولات أسر لجنود صهاينة 2 محاولة
احصائية خسائر الاحتلال:
- بلغ عدد قتلى الجنود 10 قتيلًا.
- بلغ عدد قتلى غير الجنود 3 قتيلًا.
- بلغ عدد إصابات الجنود 770 إصابةً.
- بلغ عدد إصابات غير الجنود 182 إصابةً.
- بلغ عدد المنازل التي تضررت 1279 منزلًا.
- بلغ عدد السيارات التي تضررت 268 سيارةً.
- بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها على (إسرائيل) 851 صاروخًا
- بلغ عدد تدمير دبابات 47 دبابة.
- بلغ عدد محاولة إصابة طائرات 5 محاولة
ونحن اليوم إذ تطوف بنا تلك الذكرى وتمر أمام أعيينا تلك المشاهد والصور وننحني اعجابا ببطولاتك
كما وننحني خجلا من تقصيرنا المرير في حقك…
فيشهد الله أننا على عهدنا معك
حتى لو سدت الطرق وضيقت المنافذ
فسلام الله عليك يا غزة الإباء
هناك 6 تعليقات:
هذه صورة الملائكة!
تحرير وإكرام وجواهر
كثيرة هي الذكريات المؤلمة التي تمر على عائلة المواطن أنور بعلوشة (38 عاماً), حيث منزلها الذي هدم فوق رؤوس بناتها مع بداية الحرب الصهيونية عندما قصفت الطائرات مسجد عماد عقل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث تتهاوي منزل العائلة القريب من المسجد على من فيه، فاستشهدت (تحرير وإكرام وسمر ودينا وجواهر) تاركين خلفهن أحزان لا تستطيع الأفراح محوها من الذاكرة.
وبصوت يعتريه الحزن والأسى يقول بعلوشة لـ(فلسطين الآن): "نحن لا نعيش على ذكريات الحرب بل نعيش آلامها وأحزانها كما هي منذ أن بدأت, فلا يمر علينا يوم إلا وأتذكر بناتي الخمسة اللواتي ذهبن في غمضة عين بسبب هذا الإجرام والحقد الصهيوني".
عندما أقرأ مقالاتك يسيطر علي سؤال واحد لم أجد له جواب حتى الآن
كيف سأكتب شيئا يستحق أن ينشر إلى جانب مقالاتك الرائعة
لم أكتب سؤالي للثناء وإنما فعلا أنتظر إجابة!
بل تكتبين أفضل مني وأدق أنا متأكدة من ذلك
نحن في شوق لقراءة مقالك الأول فلا تحرمينا من ذلك
أرجو من الله أن يوفقني لذلك
أحتاج دعاءك بظهر الغيب..
سعيدة بك جدا جدا جدا يا أم مريم
الحمدلله الذي سلمك :)
جزاك الله كل خير حبيبتي
وأسعدك في الدنيا والآخرة:)
إرسال تعليق