السبت، 2 أغسطس 2008
ورقة خريف متفردة !
عندما تهب نسمات النور في صباح كل يوم وتجبر أذنيك على استشراف كل ذاك الصمت اللذيذ الذي ينعش رئتيك ويهيج الشوق في نبضات قلبك ..
عند خيوط الفجر في كل يوم يأتي ذاك الخيال الظل ومعه احساس ينزع الورح من الجسد احساس مؤلم ومبكي ومفجع ومحب في آن ..
عندما يصمت الفؤاد وتسكن الروح وتصفو العينين كصفاء بحيرة زرقاء باردة ..
عندما تقرأ كل شيء في العينين عندما تكونان مرآة لما تحويه روحك من خبايا وقصص وأفكار ومعارك!
عندما تكون حروف الخيال أثيرة وصدى همسه كنزا يخاف صاحبه أن يتلاشى ويضيع منه!
عندما تهطل دمعاتك في الصلاة عندما تقبل جبهتك الأرض وتبلل عينيك الثرى وتتبادل الهمس مع حبات التراب وتحتوي راحة كفيك موضع السجود فتشعر أنك قوي وسعيد وشفاف تشعر أنك تطير تحلق بجناحين وأن قلبك الخفاق الصغير لم يعد يتحمل كل هذه الفرحة فبكى وبكى وانقلبت نشوته دموعا غزيرة تحاول أن تخفف ما في الفؤاد من غليان مضطرب ..
مالذي جرى والدعاء لا يتوقف لحظة واحدة ..
هل هناك تواصل بين الأرواح حقا أم أنه فرط خيال كذلك وهذيان جديد اعتدت عليه .
إذا كانت الروح تأخذ إجازة من الجسد وتنطلق حيث تريد وإلا من أين يأتي كل هذا الألم وكأنه ألف ألف سكين غرس هناك وفي لحظة يصبح كل الألم هناك وكل الفرح هناك وكل الدموع هناك وكل الشوق هناك وكل الهروب هناك وكل الحزن هناك وكل الجلد هناك ...
آه
عندما تفكر وتفكر رغما عنك وتجد فجأة ما جناه التفكير ماثلا أمامك كالسحر!
فلا تملك إلا أن تقف ساكنا كالمشدوه أمام هذه الصدفة السعيدة المؤلمة
عندما تود قول شيئ بكل كيانك فتصمت بكل معنى كان للصمت وتود لو أنك كنت لست هناك ولا تستطيع
عندما تضطر أن تقول كل الأشياء التي هي ضد ما يعتمل في داخلك وتجبرك مبادئك إلى ذاك التمثيل المتقن الآخر لأنه يجب أن يكون هكذا حتى لو لم تكن تريد ذاك ..
عندما تبحث عن من يسمع مناجاة الشجر وغناء الورد في السحور
عندما ترمقك الغيوم بنظرات الحزن وهي تفارقك في عبورها اليوم صدفة فوق دارك وهاهي ترفع أيديها محية لأن وجوها أخرى ستراها وترحل عنا من جديد في رحلتها الأزلية التي لن تتوقف كل يوم ..
آه ألا تشعر بالغربة غيماتي تلك كم دارا قبلت وكم دارا ودعت يا مسكينة !
من الصعب أن يودع المرء روحه ويترك من بعض أنفاسه في كل بقعة القليل حتى يتلائى يوما ما هو الآخر ويكون نسيا منسيا يكون شيئا كان يوما ما هنا ..
هل سيذكره أحد أم أن النسيان سيطويه من جديد ..
عندما تشتاق أناملك لصوت تهشيم ورق الخريف في يوم مشمس تداعب أنسامه نور وجهك
عندما تشتاق أناملك للحروف الجملية التي تدخل البهحة على القلب
هل يا ترى لا بأس
ربي لا تؤاخذنا بما لا نملك ...
عندما تئن مدينتي وتئن ...
عندما تسمع صوتا كالموسيقى ..
عندما تحاول أن تفهم فتجد الطريق الذي يجب أن تقطعه رغم كل شيء لا زال طويلا !
وعندما يحين وقت النوم بعد طول سهر لا بد أن يودع الحبر الورقة
ونضع نقطة ختام!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!
Study
View more documents from Bahrainpath
هناك تعليقان (2):
كلمات جميلة جدا
واجمل ما فيها انك كتبت عن نفس وخواطرها التى قد تشابه الكثير من خواطرنا ولكنى عندما تتجمع الكثير من الخواطر داخلى لا ادرى كيف اخرجها على الورق
واحدث نفسى باننى لو حاولت ذلك ستخرج "لخبطة مشاعر"لكثرتها وتشابكها واختلافها فى نفس الوقت
فانت كذلك قمت بما رغبت فى القيام به
ولكن باسلوب رائع
اما عن الواجب الذى على حله فساقوم بذلك قريبا ان شاء الله ولم انسى
جزاكى الله خيرا
الفجرية
نورت المدونة سعدت جدا بوجودك :)
هي كذلك حقا أنا أراها سلكة من المشاعر وملخبطة جدا أشفق عليكم إن فهمتم شيئا لكن أعلم على الأقل أن الشعور وصل فالسعادة والحزن والشوق والألم فوق حدود الزمان والمكان إنها الأمور المشتركة الخالدة في كل بني البشر بغض النظر عن الزمن والمكان والعمر والمستوى كلنا نشترك في تجليات الروح هذه التي هي سر من اسرار الخالق ،،
أنتظر الواجب بفارغ الصبر :)
إرسال تعليق