كنا قريبا جدا "قرب الجغرافيا على الأقل" من طيف الأرض المباركة النوراني ... قريبين إلى درجة غريبة ومع ذلك لم نكن قادرين على رؤيتها .. يوحي إلي قربها بخيالات تقتحم مخيلتي فلا أستطيع السير ولا الضحك ولا الحديث أو التأمل في هذه الطبيعة الفريدة الشبيهة جدا بطبيعة أرضي الحبيبة دون أن أفكر فيها وأرى مشاهد حاضرة أمامي من بطولاتها وملاحمها الخالدة .. أرض الحقيقة فلسطين ، ضرام النار فلسطين ، عطر الشهادة فلسطين ، عرس الحياة وتراقص الموت يوم النصر عزة حق شمس الألم هذه الحروف إن فيها روحا شعرا
املا حبا نورا ... مركز التناقضات هي ، عشق الحجر هي ، رائحة القهوة العربية هي ، جنتي هي ، وآلامها جحيمي ....
ولكن مالذي أفعله ؟ هل أحاول حقا وصفها ... لا يمكن ، لها شيء في نفسي خاص كل مفردات الدنيا تعجز عن وصفه ... أسمع الآن زقزقة عصافير عمان ولكن يا ترى هل هي عمان حقا مالذي أريده؟ هو ذا سؤال آخر من كم العديد التي يمتلأ بها فكري المزدحم ...
مالفرق بين هذه البيارة وأختها التي تصرخ في الجانب الآخر من الحدود حيث تطالعنا بنظراتها الحالمة الحزينة وهل هي حقا حدود أم هي القيود التي وضعها الهمجي المحتل حين تجرد من كل مفردات الإنسانية ووضعها في معصم الوطن ...
فما عمان وبيروت ودمشق وحلب وحماة إلا شامنا المباركة ... شام الرسول منار .. نار .. ملحمة كما تغنى بها صوت الأمة أبوراتب ...
من جديد رغم خواطر أخرى إلا أنني لا أستطيع تجاهل الحضور القوي لقربها مني .......... إرتجافة تسري في الروح أحاول تناسي ذلك الألم الذي يخلفه ... العجز بأني مهما اقتربت فلن أستطيع تقبيل تربها الطاهر ...
هاهو فجر عمان يتسلل رويدا رويدا على أنغام الرياح الحزينة ليفاجئ الليل ..
عزف الرياح يبدو كنحيب ....
ذكرني بما يجري ويحاك لدمشق الكرامة .. أه هل تبكين حقا أيتها الرياح .. أه يا دمشق ليحفظك الله ما تنفس صبح أو ودع ليل ليحفظك الله ما تمايل زهر أو أطل ثمر ليحفظك الله تصرخ بها كل كروم العنب وأكاليل الزيتون وبيارات الشام الخالدة الشاهدة على ظلم الكائن الصعلوك المدعي بأنه "إنسان" ..........
طيف الشهيد يضئ سواد حجرتي ينوره الآن ونرى الصبر والنصر والبشارة في عينيه التقيتين المتوقدتين جمرا ونورا ...
رحمكم الله وأسكنكم أعلى الفرودس شهداؤنا
ورغم ملحمة الأفكار إلا أن نقطة التوقف تفرض نفسها .
4:40 AM
عمان الأردن
19-2-05
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق