طوال يوم أمس وأنا استمع للأنشودة الخالدة حتى في العمل فتحت رابط النشيد وظل الصوت منخفضا بحيث أسمعه لوحدي وأنا أواصل عملي واستمع للكلمات
إن للإخوان صرح كل ما فيه حسن .. لا تسلني من بناه إنه البنا حسن
يوم أمس صادف ذكرى استشهاد الإمام البنا
كيف كانت البداية يا إمام
فتى شاب يحمل بين جنبيه روحا صافية على الفطرة تربى على التقوى وتشرب حب الدين وعشقه كبر ليجد الفجور والمجون والخمور تملأ وطنه وجد الإنجليز يحكمون ويسرقون خيرات بلاده وجد المساجد الحبيبة مهجورة وجد الشباب يضيع نفسه ويطمس عقله ويخنق روحه في طريق الشيطان وجد البوصلة تائهة وجد الإسلام العظيم الذي علمنا إياه الرسول المعلم غائبا وجد إسلام التغيير إسلام التضحية إسلام حب الدين والتضحية في سبيله والهجرة والصبر من أجله غائبا فهل رضى قلب الفتى بذلك
القلب المفعم بالإيمان ما لبث أن غار على حرمات دينه وأمته
فشمر عن ساعد العزيمة توكل على الله وأوقف نفسه لله ظل يفكر ليل نهار كيف يعيد أمته للجادة كيف يحي روح الدين فيها كيف يعيد لهؤلاء الشباب قلوبهم وعقولهم وهويته
مدرس ابتدائي صغير السن طاف المساجد وبدأ بالمقاهي وكلم العمال والأسطيات والنجارين والشيوخ والمسنين والمهندسين والعمال بقول كلمة الحق ويذكرهم بالجنة والنار وسبب وجودنا وأبن يجب أن تكون أمتنا وكيف نملك أنفسنا وكيف نعيش أحرار لا عبيدا قرارنا بأيدينا الشاب الصغير تحلق حول صحوته الإسلامية الملايين وزاد المحبين والعائدين إلى طريق الله الشاب لم يكن ينام إلا ساعتين في اليوم ينامهما جالسا في كرسي القطار وهو يتنقل من قرية لأخرى يحاضر هنا ويمسح على قلب ذاك يراسل آخرين ويدرب شباب لإستعادة الحقوق وكانت عينيه على فلسطين فهي قضية الإمام ولب تفكيره ..
الإمام هو شهيد فلسطين الأول فما أحيكت حوله المؤامرات وخططت عصابة الإجرام العالمية والتي لا تزال موجود بنفس النمط - اجتمعوا لتصفية هذا الشيخ "الشاب" الذي نفث في الأمة الروح بعد أن كادت تصدق أنها ميتة .. بالذات بعد أن تمكنت كتائب الإخوان من استعادة القدس والنصر في معارك كثيرة فأتت الأوامر للملك فاروق وزبانيته تخلصوا من شعلة النور ..وبدأت المؤامرة واقتيد الصحب والإعوان إلى السجون وترك وحيدا رغم أنه أردا أن يكون معهم إلا أنهم تركوه لتكتمل خيوط المؤامرة يظل وحيدا حتى يقتل برصاصات الغدر
ويشاء الله أن يكون الإمام إماما حتى وقد أصيب فتمكن بقوة المؤمن من لحاق قاتليه وحصل على رقم سيارتهم ولونها نقل إلى المستشفى هل كانت إصابته قاتلة لا ..
إذن يترك عمدا على الفراش تنزف قطرات دمه وتلفظ أنفاسه واحدة تلو الأخرى أمام ناظريهم دون إسعاف حتى فاظت الروح الطاهرة إلى بارئها شهيدا نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا إمامنا البنا هل هدم صرحك هل قتلوا دعوتك هل انتصروا على إبائك
كلا يا إمام
البناء صار صرحا شامخا علا ونما وهزم العالم كله تلامذتك أحسنوا البناء كما أردت في معركتك الأولى فلسطين وهزموا طغاة العالم للتو
..صرحك أورق وأخضر وأينع ووصل للعالم كله
روحك الطاهرة لا زالت تلهمنا
إمامنا البنا ستظل لنا نبراسا
رحمك الله وألحقنا بك مع الصالحين في عليين ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق