الأربعاء، 26 نوفمبر 2008
على فراش الموت ...1
قبل الأوان 2
قبل الأوان
الكلام للمشرف أبوعبيدة في الملتقى القسامي :
آه لحشرجاتِ صوتي ما تصنع .. آه لدموعِ الشوق في قلبي اذ ترتع .. آه لنبضاتِ العياش وعقل في القلب إذ تسمع .. آه لزفرات الحنين .. وأنين الصامتين .. ومحبةَ رجالِ عز الدين إذ تقلع.حقيقة كنت أود أضع روابط لسيرتهما لمن أراد الاستزادة .. لكن فضلت الحديث عنهما بطريقة مباشرة فربما يكون أجدى للقارئ ..أما عن الشهيد يحيى فأقول: اسمه يحيى عبد اللطيف ساطي عياش مواليد قرية رافات، عرف عن الشهيد يحيى هدوءه وإكثاره من الصمت، عرف عنه أيضاً بأنه شديد الخجل، لم يصدق كل من عرف يحيى بأن يكون هذا الشخص الخجول المؤدب الصامت هو المطلوب رقم واحد للعدو الصهيوني.يحيى أيها الأخوة والأخوات كان مميزاً بين أقرانه في كل شيء فكان أن اخترع -وهو صغير- جهاز كهربائي لتشغيل إحدى الآلات الكهربائية لوالدته لمساعدتها في عمل المنزل، بل إن جميع أهالي منطقة رافات كانوا يذهبون بأجهزتهم الكهربائية ليحيى ليقوم بتصلحيها دون مقابل نظير ذلك، كان يحيى معروف منذ صغره بذكائه الشديد خصوصاً في المواد العلمية، حصل على معدل 92 في الثانوية العامة وكان تفوقه واضحاً في المواد العلمية "الفيزياء والكيمياء"، تقدم للدراسة في الجامعة الأردنية في عمان لكن السلطات الصهيونية رفضت طلبه ويعلق أحد قادة الصهاينة على ذلك بعد سنوات فيقول: "يا ليتنا ما رفضنا طلب يحيى حينما تقدم للدراسة في الاردن، يا ليته ذهب ولم يذقنا من الموت ألوانا".
بعد ذلك تقدم يحيى عياش بطلب للدراسة في جامعة "بيرزيت"، وتخرج منها بتفوق حيث درس الهندسة الكهربائية، وكان حقيقة يتحين فرص الاجازات والعطل الرسمية للعودة سريعاً إلى قريته رافات فلم يكن يعجبه حال الطلاب والطالبات في الجامعة وكان يخجل كثيراً حينما يرى فتاة غير متحجبة في الجامعة أو يرى فتاة تقف مع شاب!!.تخرج يحيى من الجامعة أيها الأحباب بدرجة امتياز ولحظة تسلم الشهادات في حفل التخرج لم يكن يحيى من ضمن الحضور فقد كان مطلوباً للعدو الصهيوني "مطارداً" فتسلم شهادته في الحفل والده ووالدته وشقيقه مرعي.بالمناسبة أود القول هنا بأن والد يحيى هو من تقدم بطلب ذهاب يحيى الى الأردن فيحيى لم يكن يحب أن يترك فلسطين تحت أي ظرف، وحينما تقدم والد يحيى بالطلب قالوا له الصهاينة فليأتي يحيى معك في المرة القادمة سنوافق على طلبه، وحينما أخبر والد يحيى ما أخبره به الصهاينة قال يحيى لوالده لن أذهب، وأضاف: " يا والدي إن ذهبت لهم الآن فلن تراني بعد اليوم أبدا. فقد كان يعرف جيداً بأنهم يريدون اعتقاله-نعود .. بدأت مطاردة يحيى عياش الفعلية مع العدو الصهيوني حينما قام يحيى بتفخيخ سيارة بالمتفجرات وتم وضع هذه السيارة داخل الخط الأخضر -فقدر الله- أن يكتشف العدو أمر السيارة، فجاء خبراء المتفجرات وحاولوا جاهدين تفكيك العبوة الناسفة المثبتة في السيارة لكنهم لم يستطيعوا، ففجروا السيارة في مكانها، وعرفوا أن وراء تفخيخ هذه السيارة رجل خطير جداً، لم تشهد فلسطين مثله قط، وبعد قصة هذه السيارة بأيام فقط، قاد الاستشهادي القسامي البطل القادم بفيزة زيارة لأهله داخل فلسطين وهو بالمناسبة من سكان مسجدنا ولا زلت أذكره تماماً واسمه (لبيب أنور) قاد السيارة المفخخة والتي فخخها الشهيد يحيى عياش قادها في وسط شارع ديزنغوف وقام بتفجيرها في صفوف الصهاينة وقتل وجرح منهم العشرات، فجن جنون الصهاينة وأرى شخصياً بأنه منذ تلك العملية بدأ العد التنازل للعدو الصهيوني الى أن وصل لانسحابهم مدحورين عن قطاع غزة.وتأكد خبراء المتفجرات بأن الطريقة التي تم فيها تفخيخ سيارة الشهيد لبيب أنور هي نفسها التي تم فيها تفخيخ السيارة السابقة، وقام العدو الصهيوني بحملة اعتقالات ضخمة في صفوف رجال حماس وبعد التعذيب الشديد الذي لقيه الأسرى البواسل اعترف أحدهم بأن يحيى عياش هو من وراء تفخيخ السيارة.
على الفور قام العدو الصهيوني باقتحام قرية "رافات" ومنعوا حظر التجول في القرية منذ تلك اللحظة وحتى الساعة التي استشهد فيها يحيى عياش في غزة، وقاموا باعتقال والده ووالدته وأخوته -بالمناسبة يحيى لم يكن لديه أخوات- وقاموا باقتحام كل بيت في رافات بل إن وضع القرية أصبح سيئاً جداً لا أحد يدخلها ولا أحد يخرج منها.يحيى في هذه الفترة كان مع زوجته وابنه البراء في أحد المخابئ السرية، ولم يعر يحيى أي اهتمام لاستفزازات الصهاينة باعتقالهم لوالديه وتعذيبهما.لم يكن بحسبان (الطبيب!!!!!!) الصهيوني اليميني المتطرف القاتل من سكان مدينة الخليل – باروخ غولدشتاين– ولم يكن بحسبان الصهاينة أنفسهم بأن مجزرتهم في الحرم الإبراهيمي أن تمر كسابقاتها دون عقاب، فقد شهد التاريخ بل سجل التاريخ ليحيى عياش انتقامه الفلسطيني الأول لمجزرة يركتبها الصهاينة بحقهم.فبعد المجزرة أيها الأخوة والأخوات أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام بأنها ستقوم بالرد وبالقوة على مجزرة الحرم الإبراهيمي، وبالفعل هذا ما حصل (فكتائب القسام إن قالت فعلت.. وإذا وعدت أوفت .. وإذا ضربت أوجعت). ففي يوم الأربعاء وبعد المجزرة بأقل من أسبوع-وليوم الاربعاء دلالة ستعرفونها- قاد الاستشهادي البطل صالح صوي سيارة كتائب عز الدين القسام والتي فخخها يحيى عياش وقام صوي بتفجرها في وسط الصهاينة فقتل 24 صهيونياً وجرح 117 آخرين جروح 7 منهم خطيرة، وفي يوم الأربعاء الذي يليه مباشرة قام الاستشهادي البطل رائد زكارنة من كتائب عز الدين القسام بالجلوس على حقيبة متفجرات في أحد باصات الصهاينة في وسط مدينة الخضيرة والتي فخخها أيضاً يحيى عياش وقام بتفجير نفسه داخل الباص فقتل 20 صهيونياً وجرح العشرات منهم، بالمناسبة لم يحترق من جسد الشهيد زكارنة سوى جزئه السفلي وأقسم با الله بأن وجهه لم يخدش سوى خدش صغير عند أذنه فقط، وقد شاهدت صورة الشهيد بعد استشهاده في مكان العملية بعد نشرها ولكم التأكد من صدقية كلامي.وفي يوم الأربعاء الذي تلاه مباشرةً أيضاً قام الاستشهادي البطل عمار عمارنة من كتائب عز القسام بتفجير نفسه بعد أن لف على وسطه حزام ناسف بأحد باصات الصهاينة في منطقة العفولة فقتل وجرح العشرات منهم.عياشُ حيٌ لا تقل عياشُ مات ... أوهل يجفُ النيلُ أو نبعُ الفرات
يتبع ...
الاثنين، 24 نوفمبر 2008
الحل الوحيد
قطاع غزة مساحته 378 كم2 محاصر من كل الإتجاهات يشترك في حصاره كل الدول المحيطة به والقادرة بمنتهى البساطة على إنهاء معاناته فأمر واحد بفتح الحدود لدخول الطعام والشراب والدواء والوقود والكساء كفيل بإنهاء هذه المحرقة النازية المقيتة محرقة أبشع من الأسطورة الأولى الشهيرة بمرات فالموت حرقا هو موت لمرة واحدة فقط بينما الموت جوعا الموت مرضا الموت كمدا لتخلي الأهل عنك الموت ألما لموت من تحب أمام ناظريك الموت هما على حال الأمة وعلى موات المسلمين فهو من أصعب الأمور
لن نطيل التكلم عن معاناة القطاع كل شيء بات واضحا وضوح الشمس في كبد السماء
واضح جدا أن من فرض هذا الحصار يعلم أن الأطفال يعانون ويعلم أن المستشفيات والمرضى مهددون ويعلم تماما أننا في شهر نوفمبر أي في وقت الزمهرير والشتاء فقطع إمداد القطاع بالوقود ليس عبثا هو يعلم تماما أن الكهرباء ستقطع الآن بالتحديد في وقت الإمتحانات وفي أسوأ حالات البرد والحاجة للدفء لأنه ببساطة "عدو" يريد تحطيمهم ونسفهم وإنهائهم من على وجه الأرض تماما كالوصف القرآني الذي نجده في قول الله تبارك وتعالى "كيف وإن يقدروا عليكم لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة" الآية تستصرخنا وتوقظنا من سباتنا كيف لا نستميت في نصرتهم بكل الوسائل بينما إن قدرعلينا عدونا لا يترك وسيلة ممكن أن تميت وتهشم وتنسف إلا واستخدمها إذن فالتركيز على معاناة الحصار والمحاصرين والنداءات والإستغاثات والرجاءات لن تفيد شيئا على الأقل لنأخذ العبرة من تجربة حصار العراق عشر سنوات كاملة مات فيها الأطفال بأسوأ أنواع السرطانات ونقلت أبشع أنواع المعاناة أمام العالم كله شاهدوا الأكفان والتشوهات والمرضى يأنون موتا ولم تتحرك الديمقراطية العالمية الإنسانية بل هذا ما كانت تريد ولم تشعر عجوز البيت الأبيض أولبرايت بأي حرج أن تخرج وتعلن أنه مقابل إنقاذ هذه الأرواح البريئة يجب على العراق دفع كل ثرواته وكل نفطه كمقابل! إذن هي مافيا عالمية إجرامية ولكن مادورنا نحن؟!في مشهد العراق شاركنا في الجرم ودماء كل أولئك الأطفا ل والأرواح البريئة التي سفكت ستكون في يوم القيامة أمام الله عزوجل في رقابنا تتعلق بنا تلومنا ظل صمتنا يطوقهم حتى مص العراق تماما ولم يتبقى فيه إلا الجوعى والمرضى تمهيدا للإحتلال المباشر إذن أقول فعشر سنوات من تجربة عرض المعاناة لم تفك الحصار بل زادت الحنق والغضب الداخلي لدى المواطن العراقي على من يعجز عن كسر الحصار ويكتفي بعرض المعاناة من جانب كما وأفرزت من جانب آخر مجموعة أردات أن تتقوى بالإحتلال وأتت على ظهور الدبابات لتحطم الطرف الآخر الذي يود الصبر حتى الرمق الأخير ومع أن الوضع في قطاع غزة مختلف إلا أننا نتعلم من كل هذا الكلام السابق أن الطريق الوحيد والحل الوحيد لإنهاء هذه الكارثة في القطاع هي بوقفة صارمة لا رجعة فيها يجب أن تفتح المعابر ويجب أن يفتح معبر رفح بالتحديد لمرة واحدة وللأبد مرة واحدة لا تقبل التراجع ففي الوقت الذي كان فيه الإحتلال الصهيوني يصول ويجول في قطاع غزة شاهدنا المعابر المصرية مشرعة الأبواب ويتهافت الأعداء على السياحة في أم الدنيا بينما ضاقت أم الدنيا بأبناء أمتها من الجوعى والمرضى والبؤساء
الجماهير العربية أطالت لعب دور المتفرج الصامت هذه المرة لدرجة جعلت أول أربع سفن لكسر الحصار غربية بامتياز للأسف! وهي تتحمل وزرا عظيما بصمتها والعمل الأفضل الذي يفترض أن تقدمه الآن هو الضغط المتواصل والثابت من أجل تحقيق الحل الوحيد لإنهاء المهزلة بالعمل ليل نهار وبجد واجتهاد حتى يفتح معبر رفح "ألا يا مصر الكنانة حطمي القيود وافتحي المعبر".
الأربعاء، 19 نوفمبر 2008
الأحد، 16 نوفمبر 2008
أزاهير مسك - الجزء الثالث
الأشجار في غابات الشيشان طويلة وضخمة وشائكة لدرجة يمكنها حمل أكثر من مقاتل أواري عليها
يبدأ القتال بهجوم مباغت من فرقة الكر والفر هجوم سريع ومن ثم انسحاب إلى الغابة وهناك يبدأ فصل جديد من الخطة سيذوق الروس الجحيم في هذه الغابة ولن يتعرفوا أبدا من أين وكيف تأتيهم الرصاصات تم تقسيم الجند حسب رؤية القائد للمعركة وقدرات كل منهم بحيث أن كل مجاهد أواري سيكون مسؤلا عن إحدى الأشجار ويستقر فوقها وأحيانا يكون هناك مجاهدين متجاورين
كانت رائحة الأوراق في الغابة تنذر أن هناك شيء قريب هنا سيحدث!
استمع السبعون مقاتل أواري لتعليمات قائدهم وهو يشرح تفاصيل العملية وكأن الطير على رؤوسهم وشاهدوه بانتباه شديد وهو يرسم بعض مشاهد المعركة بعصا طويلة في يده على التراب الناعم
وعندما انتهى القائد مسعود من الشرح لتوه كان مندوب فرقة التقصي قد وصل وصدره يعلو ويهبط بانفعال من الركض وقف على بعد عدة أمتار وكأنه ينتظر القائد أن يأذن له بالحديث
تعال يا بني اجلس وارتح قليلا لقد مشيت كثيرا
أنا بخير يا إمام
هات ما عندك إذن
لقد صدق حدسك يا إمام إمدادات السلاح إختارت الطريق الجبلي الأصعب كي تصل إلى الروس وقد ظنوا أنهم بهذه الطريقة يموهون علينا
أحسنت يا بني ، تبدو شاحبا اشرب بعض الماء
حفظ الله الإمام ، لقد تبينا عددهم وحصلنا على المعلومات التي أردت
أطرق الإمام رأسه فترة وانعقد جاجباه الطويلان معلنينن انهماكه في تفكير عميق
إبراهيم
حاضر ياإمام
اذهب مع عبدالحميد وخذوا معكم فرقة خاصة أئتونا بهذا السلاح أو امنعوا وصوله بأي طريقة
انطلق المندوب على فوره إلى عبدالحميد الذي شعر بالفخر لثقة الإمام به وانطلق على رأس مجموعته لتنفيذ هذه المهمة الصعبة
حفظكم الله هتف القائد مسعود
كان كل ذلك والوقت لايزال عصرا وبدأ الأواريين في تنفيذ خطة قائدهم وأخذ مواقعهم على الأشجار في الغابة ..
ارتفع حاجبا مراد وتهلل وجهه وهو يشاهد القادم
أهلا وسهلا بالشخص الوحيد في هذا العالم الذي يكن له الصقر كل الحسد والإحترام!
ضحك أحمد في مرح : أرأيت ها نحن نتجاور من جديد
المهمة صعبة هذه المرة يا شيخ أحمد
الله الكريم سيمدنا بعونه ألم تسمع صباح اليوم حفيف الأشجار وخرير الماء لقد كان كل شيء في هذه الأرض يجثو ويبتهل لله القهار الجبار أن ينصر عباده ويزيل الظلم والظلام
أولا الصقر والآن الماء والأشجار ما أنت يا شيخ أحمد؟ شيخ أم شاعر أم فيلسوف؟
أنا كلهم مجتمعين ..
قلب المؤمن يا بني يرى بنور الإيمان مشاعر المخلوقات الأخرى ويحس بها
أصبحت ابنك الآن .. لا إله إلا الله ..
شعر مراد في سره أنه محظوظ لأن الشيخ أحمد هو جاره في المعركة
لا وقت لحديثك الآن هيا بنا نحتاج لكمية كبيرة من الأوراق والحشائش لنموه وجودنا
وانهمكا في العمل من جديد
في تلك الأثناء كان عبدالحميد وفرقته قد تمكنوا من تحقيق انتصار كبير في الطريق الجبلي
حصل المجاهدون على كل إمدادات السلاح وأسروا 5 من الروس وتوزع الباقين بين هارب وقتيل في المعركة ..وصلت الأنباء إلى الجنرال سيرجي في مقر القيادة الروسية فاستشاط غضبا
وأخذ يرغي ويزبد ويتوعد لم يسلم أحد من سيل الشتائم التي أطلقها حتى الرئيس الروسي نفسه! وشعر العقيد ميندوف بالحرج الشديد لتحمله وحده كل هذه اللعنات حتى تهدأ فورة الجنرال
كانت الضربة بفقدان شحنة السلاح قوية أكبر من قدرة الجنرال على التحمل فبعد كل ذلك المسلسل الطويل من المفاجآت على هذه الأرض تأتي هذه الأخيرة قاصمة خاصة وأن الجيش على وشك الدخول في معركة فاصلة مع الأواريين! لقد ظن أنه قادم في نزهة لن يلبث أن يعود منها ورأسه مرفوعة وصدره مليئ بالنياشين والأوسمة والأهم من كل ذلك ستكون جيبه ممتلئة بما يهفو له قلبه من المال والذهب! إن كل شيء يتبخر هنا إن كل ما يخطط له يصبح مجرد سراب هذه الأرض أرض جن وليست للبشر!
وضع الجنرال كلتا يديه على وجهه وشعر العقيد ميندوف أن اليوم سيحمل المزيد من المصائب
هل نؤجل الهجوم الكبير يا سيدي!
لا تسمعني صوتك مرة أخرى ، بل سنهجم 10 آلاف مقاتل روسي لن يعدموا الوسيلة للقضاء على تلك الغربان العنيدة كم عددهم مئة مئتان ستكون نهايتهم على أيدينا اليوم
اذهب واجمع الجند
ردد العقيد في سره : بل نهايتنا وصرخ بأعلى صوته حاضر سيدي!
انتهى أحمد من الحفر على الشجرة الخاصة بمراد كان يحني ظهره منذ نصف ساعة تقريبا وينحت مستخدما تلك الآلة الحادة في قبضته اليمنى ورائحة الخشب تنتشر مع كل خط جديد يرسمه مسح حبة عرق عن جبينه تسللت رغم البرد خلسة وهتف
ها ما رأيك الآن؟!
جميلة يا شيخ أحمد لقد نحت اسمي هنا باللغة العربية
لكن لماذا هذا الشكل
Б
ألا تعلم إنه القمر باللغة الشيشانية القديمة؟
ولماذا قمر ؟
قلبك كالقمر يا مراد
يا أخي أنا لا أتحمل هذا الكلام ما كل هذه الرقة واللطف يا شيخ أحمد
إن لهذه الشجرة اليوم شأنا عظيما سأذكرك
طيب يا فيلسوفي العزيز ، هل يمكن أن أستأذنك بتنحية الفلسفة جانبا الآن واسمعنا بضع آيات من القرآن الحبيب إلى قلوبنا لعلها ترق وتذرف الدموع من خشية الله
أحتاج إلى شحنة كبيرة كي احمل على أعداء الله حملا شديدا اليوم
بكل سرور وبدأ الشيخ أحمد في التلاوة قرأ سورة يس ورددت معه أوراق الشجر وحبات التراب في خشوع
كان الصمت سيد الموقف ولا تكاد تسمع شيئا غير صوت الريح وهمهمات بسيطة من القائد مسعود يوجه المجاهدين ويوصيهم وكانت الغابة التي تشتعل حماسا قبل قليل هادئة كالشبح الآن..
كان القائد مسعود يعلم تماما أن الجنرال تعيس الحظ سيأتي من ذلك الطريق فاستعد جيدا ووزع فرقته على نحو يكون عنصر المفاجأة فيه قاتلا للروس في البضع دقائق الأولى المباغتة لن يتبين فيها المحتل فارق العدد هذه المفاجأة المفزعة تعمل عملها في رؤوس الروس وتمنى القائد أن تكون تلك الرؤوس في الهجوم الأول فوق الألف! ولم يغب عن بال الإمام توظيف وسائل مساعدة فاستخدم حجر الجرانيت المدبب وأخشاب الأشجار الحادة وصنع منها سكاكين وخناجر تعمل عملها في المعركة فإن لم تقتل فهي تؤخر وتعطل وتؤلم كما وصنع حرابا طويلة تعطب الآلات والمدافع أما أحمد ومراد فكانا ضمن مجموعة حماية ظهر القائد
وفي تلك الأثناء كان عبدالحميد يحث السير بقافلة السلاح ويحاول أن يستكشف طرقا مختصرة تسرع به الخطى وتختصر المسافات كان يريد أن يطوي الأرض ليصل إلى إخوانه قبل أن تنتهي المعركة هذا المدد سيساعدهم كثيرا ورغم أن المعركة التي خاضها مع الروس لم تكن سهلة إلا أنهم لم يرتاحوا أبدا ولم يتوقفوا حتى لتناول قليل من الزاد فكان الهدف غابة بيش حيث المعركة وكان الروس الأسرى الخمسة بركبون الخيول وكأنهم جزء من الفرقة بينما اضطر إثنان من الأواريين أن يمتطوا ظهر فرس واحدة حتى يتمكن الأسرى من الركوب جميعا! وفهم الروس ذلك رغم جهلهم باللغة الشيشانية
هؤلاء القوم غريبون ! همس أحدهم
لو كان الوضع معكوسا لعلقناهم بالحبال في ظهور الخيل وقطعنا بهم كل تلك المسافة على هذه الحال
يا رجل هذا إن لم يقطعهم الجنرال إربا من فوره!
إنظر إلى محمود هذا أو أيا كان اسمه الذي يأتينا بالطعام اقطع يدي لأعرف لماذا يبتسم لنا هذه الإبتسامة العذبة كل مرة
إنهم لا يكرهوننا أو هكذا يبدو
لا تكن مجنونا إذن لماذا قتل رفاقك في المعركة من فرط المحبة
لأننا كنا نود قتلهم
أرى أنك بدأت تميل لهم
صمت ..
في الحقيقة كان الرجل قد بدأ فعلا يميل إلى هؤلاء القوم الطيبين أو على الأقل يكن لهم كل الإحترام
ومع أول ساعة بعد العشاء كان عبدالحميد قد وصل إلى أطراف الغابة
صوت الرصاص يصم الأذنين
وأنوار المدافع تحيل الظلام إلى نهار
خفق قلبه بشدة ماذا جرى لإخوانه يا ترى؟
أرخى سمعه نعم أصوات الكلاشنكوف تشير إلى أنهم بخير فهي لازالت قوية ثابتة تغرد ترانيم التضحية الفداء
سجد شكرا لله
الخميس، 13 نوفمبر 2008
Allah Knows ...
الله .. الودود السميع البصير
الله .. المجيب اللطيف الخبير
الله .. الجبار يجبرنا ويجبر جراح قلوبنا الضعيفة ويداوي كسرها
الله .. الحنان المنان يمن علينا برحمته سبحانه
الله .. التواب بتوب علينا فنشعر أننا غسلنا أروحنا مما علق بها من الغبار فعادت بيضاء ناصعة
***
يارب يا أرحم بنا من أنفسنا ومن أمهاتنا وآبائنا
يارب لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى
لك الحمد عدد ما خلقت
لك الحمد عدد ما أذنبنا واستغفرناك فغفرت لنا برحمتك
لك الحمد وسع رحمتك التي وسعت كل شيء ياربنا
لك الحمد عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات وعدد السكون
الحمدلله الحمدلله الحمدلله أنك يالله وياربنا تعلم.
مؤثرة
استمتعوا بها
ولاتنسونا من دعاء صالح بظهر الغيب
المصير
عوضا عن أنه يسلط الضوء على قضية هامة جدا وهي قضية الأسرى أسرانا المنسيون بكل ما تحمله الكلمة من حقيقة المعنى
وربما لذلك اسميته المنسيون عوضا عن اسم الفيلم الأصلي المصير ورغم أنه يتكلم عن الأسرى الأردنيون في سجون الإحتلال الإسرائيلي بالتحديد لكنه مع ذلك يذكرنا بالقضية الأم "الأسرى الفلسطينيين" وكذلك كل أسير ينتمي لهذه الأمة غيبته غياهب سجون الظالمين في جوانتينامو أو أي مكان آخر
وبالتركيز على فلسطين أكثر
من خلال إحصائيات وأرقام قديمة قليلا يتضح لنا بعض معالم الكارثة وأنوه أن الأرقام هنا لابد تضاعفت بشكل مخيف فهي صادرة حتى العام 2004
يوجد لدينا حتى العام 2004 م:
-أكثر من 7400 معتقل وأسير تم حصرهم ورصد أماكن اعتقالهم
-منهم 107 امرأة
-عدد القاصرين في المعتقلات: 407 طفل ومراهق
-المراكز الرئيسية للتعذيب
الجلمة، بتيح تكفا، عسقلان، المسكوبية، السجن رقم 1391
عدد الشهداء داخل السجون منذ 1967 وحتى مطلع 2004 (166 شهيدا )
41% منهم قتلوا مباشرة
35% منهم نتيجة التعذيب
24% منهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد
يوجد 12 أسير أمضوا في السجون أكثر من عشرين عاما
يقضي (311) أسيرا حكما بالسجن مدى الحياة و(319) آخرين أحكاما تزيد على 15عاما و(703) أسرى يقضون أحكاما بالسجن ما بين 10و 15عاما و123 آخرين حوكموا بالسجن ما بين 5 و10 أعوام، ولا تشمل هذه الأرقام الأعداد الكبيرة من الأسرى والمعتقلين الموقوفين، خاصة من الذين تم اعتقالهم في السنوات الثلاث الأخيرة، ويتوقع صدور أحكام عالية بحقهم بعد عرضهم على محاكم العدو الإسرائيلي.
كل هذه السنين تمر والأسرى يزدادون يوما بعد يوم في سجون العدو المحتل وأما الأسرى العرب فحدث ولا حرج عن نسيان حكوماتهم لهم وكأنهم هم ثقيل جثم على صدورهم فخلصهم منه العدو الصهيوني أخيرا
كل هؤلاء الأسرى
النساء الأسيرات
الأطفال المراهقين الفتية بل وحتى الأجنة في بطون أمهاتهم
من سيخرجهم من ظلمات السجان
أليس من الواضح أنه إذا استمر الحال على ماهو عليه فلن يخرج أحد بل سيزداد عدد الداخلين وسيتضاعف العدوان
إذن
فهي سواعد القساميين المجاهدين الأشراف لينفذوا لنا مئة وهم متبدد جديد يبدد أوهام يهود بأن ينعموا في الأمان وأسير واحد لازال في سجونهم وحبة تراب واحدة لازالت في قبضتهم
إذن هو مئة جلعاد شاليط جديد نحتاج إليه يؤسر بأيدي المقاومة الباسلة لنخلص أبنائنا فما انتزع ظلما وقسرا وقهرا وعدوانا لا يعاد إلا بنفس الطريق ..
هذا بإختصار
فيا أسرانا البواسل يا من سجنكم خلوة ونفيكم عبادة وتقرب من الله عزوجل نسأل الله أن يجعل ظلمة سجونكم نورا وبردا ويقينا في صدوركم
قيودكم وسام شرف ودليل على حرية أرواحكم ودليل قيدنا وعجز أرواحنا رغم إنطلاق أجسادنا حيث تريد
فيلم المصير تجدوه على غوغل وسأضيف الرابط
الجزء الأول
سلطان عجلوني
يبدو أن المرض الذي أبقاني في الفراش مدة يومين جعلني أزور المدونة كثيرا أنزلت عددا من المواضيع اليوم ربما بسبب تراكم الأفكار
شعوري أني لا أستطيع القيام بشيء ذي جدوى مزعج فأشغلت وقتي قليلا بتتبع أخبار مهجة القلب "فلسطين" مضى زمن طويل لم أبحث عن كل شيء يتعلق بها كل حرف كل سطر كل صورة كل نشيد وبعد كل مرة أشعر أني لم أرتوي أكثر وأن الصحراء القاحلة ظلت كما هي لم يروي المطر جفافها بعد ... من جديد "أشطح" خارج الموضوع الذي أنا خارجه أصلا .. لاغرو هذه مدرسة الطنطاوي مع الإعتذار للتشبيه فأين الثرى من الثريا لكن أقول أني من هذه المدرسة أي الخروج عن الموضوع والدخول في طرق فرعية وليس الأسلوب ..
على كل بالعودة للموضوع الرئيسي اليوم برنامج بلا حدود كان مع سلطان عجلوني عميد الأسرى الأردنيين أسره العدو الصهيوني وعمره حوالي 17 عاما إن لم تخني الذاكرة وخرج وهو في الثلاثين من عمره! عمليته كانت بطولية تنم عن روح حرة مؤمنة بالله لم ترضى بالدنية وما تعرض له إخوانه في فلسطين أيام الإنتفاضة فأراد الرد حتى لو كان الرد بساعد فتى في المدرسة وبمجرد مسدس بسيط وبعبور الحدود! كان سلطان مميزا في كل شيء في المدرسة متفوق خلوق يحبه جيرانه وأهله
وفي السجن واصل مسيرة التميز وحتى بعد أن خرج
أسفت كثيرا أني لم أستطع متابعة اللقاء كاملا لكن بإذن الله أشاهد الإعادة الأخيرة وهي في وقت متأخر اليوم كما أعلم الساعة الثانية صباحا
من عدة شهور عرضت قناة الجزيرة برنامج باسم المنسيون حول الأسرى وذاك كان مع قرب تسلم الأردن لهم وللعلم ظلوا محتجزين في الأردن نفسها ولم يطلق سراحهمم فور عودتهم للوطن !! بسبب المحافظة على العهد مع العدو الصهيوني! على كل هذا ليس موضوعنا لذلك لن أعلق عليه!!
هذه دعوة لكم لزيارة موقع الأسير
سلطان عجلوني والذي عاد ليحرك ليس قضية الأسرى الأردنيين فقط لكن العرب والفلسطينيين لأنها منسية بكل المقاييس بطريقة مؤلمة
من هنا فضلا
http://www.sultanajloni.com/
قساميون وبالعصبة الخضراء نرفع الهامة
بالعصبة الخضرا يرفع المجد جبينه
بزنار العز بالرشاش القسامي
حفظكم الله يا أبطال في زمن النعام
حفظكم الله يا رجال الدين يا حملة الأمانة حفظكم الله يا رهبان الليل فرسان النهار
حفظكم الله يا من بكم نرفع الرأس عاليا
حفظكم الله يامن أنتم للنصر عنوان
في أسركم عزة في جهادكم عزة في حكومتكم المجاهدة عزة
أنتم الأمل أنت الفجر أنتم خيوط الشمس تنير الربى وتزيل جحافل الظلام
نور غزة سينتشر سينير في الضفة وفي العالم كله
إليكم يا أحبتنا .... دعوات من أعماق القلب يا جند الحق
رشاش وفل ..
_________________
من غزة هاشم فانطلقوا ...
فبكل الحب تسيرون من نور الفجر القارص ...
نمشي بين كروم الزيتون
بين العنب وبين الشوك وبين زهور الليمون
بين سنابل قمح يابس لونه زهر الحنون
فامضوا إخوانا في الله وبالله أنتم تمضون
فذاك امام ذاك شهيد والأستاذ ابن الياسين
والرنتيسي أسد يزأر سحقا بعدا يا صهيون
والكل منارة إيمان في مسجدهم لا يلهون
حب الله وحب نبي والأوطان لها يبنون
من أجل الأوطان تربوا والدم فداها يسقون
فالروح تعانق أسراهم أو قتلاهم لو يدرون
ومحبة قلبي تكلؤهم وبعين الله يحاطون*
_________________
* شعرالأخ حفص من الملتقى
الأحد، 9 نوفمبر 2008
ماض
ماضٍ ، وأعرف ما دربي وما هدفي
والموت يرقص لي في كل منعطف
وما أبالي به حتى أحاذره فخشية الموت عندي أبرد الطرف ولا أبالي بأشواكٍ ولا محنٍ على طريقي وبي عزمي ، ولي شغفي
أنا الحسام ، بريق الشمس في طرفٍ
مني وشفرة سيف الهند في طرف
ورب سيل لحون سال من كلمي
ورب سيل جحيم سال من صحفي
أهفو إلى جنة الفردوس محترقاً بنار شوقي
إلى الأوفياء والغرف يا دهر !
ماذا من الأيام أطمع في سعودهن ؟ وما فيهن يطمع في ؟
مضى الذين شغاف القلب يعشقهم من الأحبة ، من حولي ، فوا لهفي !
وصرت حقل هشيم غربة وأسىً يجتاحني شرر التحنان والأسف
وا حر شوقي إليهم كلما هجست نفسي ونفسي بهم مجنونة الكلف
إني سئمت هوى الدنيا وزهرتها ومل قلبي ذرا روضاتها الأنف وقد بلوت لياليها وأنهرها فتىً وحزت لآليها من الصدف
فلم أجد غير درب الله درب هدىً
وغير ينبوعها نبعـاً لمغــــترفِ
فطرت أسعى إليه أبتغي تلفي به
ورب خلودٍ كان في تلفِ
والناس تصرخ أجحم ، والوغى نشبتْ والله يهتف بي : أقدم ولا تخفِ ماضٍ ، فلو كنتُ وحدي والدنا صرختْ بي قِفْ ، لسرتُ فلم أبطئ ولم أقِفِ
سليم زنجير.
السبت، 8 نوفمبر 2008
أزاهير مسك - الجزء الثاني
نعم إن لها سحرا خاصا إنها أرض مؤمنة لا تروض وكلما حاول الإلحاد كسر إبائها ارتفعت قامتها أكثر وأكثر ومرغت كبريائه في الوحل ..أجابه مراد
ومع انتشار خيوط الشمس في كل مكان ومعانقتها للسحب في توليفة من الألوان الرائعة زينت بها السماء ارتفع صقر شامخ من الصقور القوقازية البنية اللون في السماء وسمع صوته كصفارة إنذار قصيرة
جفل أحمد .. أنظروا إلى الصقر يتجه نحو الجبال ..
شامل مازحا : إنه أنشط منك .. أنظر إليه يسابق الشمس في إشراقة كل يوم جديد
مراد : إنه قوقازي أصيل هل لاحظتم أنه يزيد من تحليقه لكنه لا يهبط إنه يتجه للأعلى ويبسط جناحيه في سمو
أحمد : إنتظر يا مراد .. ماذا قلت يا شامل أوتظن الصقر أنشط مني حقا يبدو أنك لا تعلم أن أحمد عندما كان صغيرا كان يسبق صقرك كل يوم وهذا الصقر الذي تدافع عنه كان ينظر إليه بحسد ويتمنى أن يهزمه يوما !
شامل : تعالوا يا جماعة واسمعوا الإمام أحمد يدعي أن الصقر يحسده هل جننت يا أخي؟! سأسقط على الأرض من الضحك يا سبحان الله
قبل أن تضحك اسمعني أولا ...
سأسمع سأمعك حتى لو هجم علينا الروس الآن اسمعك أولا ثم استشهد إذا أردت
أخذ أحمد نفسا وضاقت عينه وهو يرمق الأفق ويقول :
عندما سمعت صوته تذكرت تلك الأيام.. عندما كنت صغيرا في قرية غورني حينها كنت أرعى الغنم مع جدي في الشتاء كان يوقظني قبل الفجر كل يوم لأصلي معه
شامل مقاطعا : هل ستقص علينا حكايات الطفولة حتى تنسينا حسد الصقر لك
أحمد : انتظر سأكمل لك يا ثقيل
شامل : تفضل ...
وعندما يأتي الصيف كنت أصعد الجبل لأنضم إلى حلقة الإمام حمزة حيث يحفظنا القرآن وكانت قريتي في الوداي والحلقة في أعلى الجبل فتراني بعد صلاة الفجر على ظهر بغلة جدي ويزدوني بقليل من الطعام فأنطلق مباشرة حتى أصل على الوقت لأن الإمام حمزة يحب الإلتزام بالوقت وهكذا كنت أطوي الجبل فجر كل يوم وأتأمل هذا المنظر الجميل كما تشاهدونه الآن وعندما أصل إلى القمة يكون الصقر للتو في إثري ويرمقني بنظرة تحدي واحترام!
شامل : يا الله واحترام كذلك ، لابد أنه كان يرفع لك سلام تعظيم كذلك
ضحك الثلاثة بمرح وتعانق أحمد وشامل
مراد : أطلنا الكلام اليوم لقد ارتفعت الشمس هيا بنا لصلاة الضحى لدينا عمل شاق فاليوم معركة مرتقبة كما قال القائد ..
وفي طريق العودة كان الصمت هو السيد و انشغل الثلاثة في تسبيح الله
وظل أحمد في سره يراجع القرآن الذي حفظه في حلقة إمامه حمزة ويدعو له
وتذكر التجاعيد العتيقة في وجه جده حين يودعه ويوصيه فجر كل يوم : أحمد يا بني هذا القرآن الذي تحفظ أمانة عظيمة حتى نحافظ على وطننا وأرضنا من الروس يجب أن نتعاهده ونحافظ عليه فيحفظ الله لنا إيماننا .. رضى الله يا ولدي اجعله غايتك لقد استشهد أبوك والرصاص في صدره ولم يدر ظهره يوما للعدو فارفع رأسك
ارفع رأسك رددها أحمد كأنه يحاول ألا ينسى ...
كانت الأرض في طريق العودة في غاية الجمال وكأن شروق الشمس قد كشف جمالها الأسطوري الذي كان متخفيا تحت عباءة الليل .. تحت النور ترى نباتات خضراء يانعة تورق هنا وهناك وتحاول أن تكافح الثلج وتجد لها مكانا في هذه الحياة
كان قلب مراد يحتضن كل ما يراه ويرسل أشواقا كانت عيناه تدعو لوطنه وإخوانه أن يحفظهم الله ..أشرق محياه من جديد عندما شاهد إخوانه يتهيئون للتدريب بعد أن فرغوا من صلاة الضحى
وأنضم الرفاق الثلاثة للصفوف بسرعة وبدؤا عملهم....
نظر كل شيء في هذه الأرض بفخر لهذه الثلة المؤمنة مئة من الذين آمنوا أذاوقوا ألفا من الروس ألوان العذاب كان الروس يرتعدون ولم يكن السبب عواصف الشتاء التي تشتهر بها أرض الشاشان لكنه الخوف والهلع الذي يملأ قلوبهم .. جرت عدة معارك ماضية أذهلتهم
كان الرصاص لا يكاد يلحق بهم وهم يهربون من الأواريين البواسل لذلك استعد عشرة آلاف من الروس الصفر لهذا اليوم أرادوها معركة حاسمة
لم يتوقف الجنرال الروسي عن صب اللعنات على القيادة التي أرسلته إلى هذا الجحيم هو يحقد عليهم جميعا لماذا يموت هو هنا بينما يتمتعون هم بالدفء هو يعلم تماما أنهم يتاجرون باسم روسيا ويتاجرون كي تبقى الحرب مستعرة في الشيشان بقاء الحرب يعني استمرار الأموال التي تنهب من خزينة الدولة ويذهب نصفها في جيوبهم فضلا عن الأموا ل التي يحصلون عليها نظير صفقات الخيانة وبيع الأسلحة للأواريين الذين تمكنت مخابراتهم من خرق جيوش الروس بسهولة
خونة صرخ الجنرال في حنق وضرب بقبضته المنضدة التي أمامه لدرجة أفزعت العقيد ميندوف!
هل ستبقى هنا مدة طويلة صب الجنرال جام غضبه على العقيد
.............
ياأبله هل أكلم نفسي متى يحصد رأسك الأورايين ويخلصوني منك اغرب عن وجهي اذهب وتفقد الجنود وتأكد من وصول شحنة السلاح الجديدة !
ابتلع العقيد ريقه وظل ثواني دون حراك وهو يتخيل أنه فقد رأسه حقا على يد الأواريين تجمد الدم في عروقه ولم يتحرك إلا بعد أن جاءته ضربة من عصا الجنرال
تحرك يا جذع الشجرة !
حاضر سيدي !
انقسم صقور القوقاز في تدريبهم السابق إلى مجموعات وكان تقسيم المجموعات حسب حفظهم للقرآن الكريم فالمجموعة أ أو مجموعة الموت كانت من حفظة القرآن الكريم كاملا وهي التي توكل لها المهام المستحيلة عادة وكان أحمد عضوا فيها
وهناك من يحفظ ما بين الجزء والعشرة أجزاء وهناك ما بين العشرة والعشرين كل في مجموعة
وفي كل الكتائب هناك هجوم وميمنة وميسرة ودفاع وفرقة قنص وفرقة تقصي وقص للآثار
وشمل التدريب أمورا عدة تخفي هجمات وهمية كر وفر مصيدة للعدو
في كل يوم يشرح لهم القائد مسعود خطة جديدة يعجبون كيف توصل إليها
وفي كل يوم يزيد إعجابهم به أكثر
همس عبدالحميد لمراد : قائدنا ليس من البشر ! من أين يأتي بخططه لو قضيت عمري كله في التفكير في خطة كهذه لن أستطيع
رد عليه مراد : هس وما أدراك أنت إن للقائد عقلا كبيرا أكبر مني ومنك مجتمعين
أضحكت عبدالحميد الفكرة لو كانت العقول بالأحجام لكان حمدي أعقلنا فهو الأضخم
شعر الإثنان بالفخر والإمتنان للقائد وحمدا الله الذي ألهمه هذه الخطط
كانت خطة القائد تتمحور حول الغابة
يتبع ..
الجمعة، 7 نوفمبر 2008
فهل أنتم منتهون؟
الخميس، 6 نوفمبر 2008
أزاهير مسك
كانت خطة القائد تتلخص في حصر العشرة آلاف روسي في مصيدة الغابة الأشجار في غابات الشيشان طويلة وضخمة وشائكة لدرجة يمكنها حمل أكثر من مقاتل أواري عليها يبدأ القتال بهجوم مباغت من فرقة الكر والفر هجوم سريع ومن ثم انسحاب إلى الغابة وهناك يبدأ فصل جديد من الخطة سيذوق الروس الجحيم في هذه الغابة ولن يتعرفوا أبدا من أين وكيف تأتيهم الرصاصات تم تقسيم الجند حسب رؤية القائد للمعركة وقدرات كل منهم بحيث أن كل مجاهد أواري سيكون مسؤلا عن إحدى الأشجار ويستقر فوقها وأحيانا يكون هناك مجاهدين متجاورينكانت رائحة الأوراق في الغابة تنذر أن هناك شيء قريب هنا سيحدث!
بدأ الأمر في غابة بيش على النحو التالي
فبعد لحظات من السكون قاسية كالشبح باردة كصقيع الثلج الأبيض بدأ القتال فجأة مراد كان يراقب المعركة من على شجرته قضى الليالي الماضية وهو يصنع أفخاخ من الحشائش الممتدة بحيث تلتف حول الجيش الروسي كالسوار على المعصم ميزة الحشائش هذه أنها قابلة للإشتعال حتى في أقسى درجات البرودة أبتكر الشاشان مادة سريعة الإشتعال يمكنها أن تخترق أنفاق معينة مليئة بهذا النوع من الحشائش لتصل بسرعة كبيرة إلى حيث الهدف وتحرق كل تلك المنطقة التي أعدت من قبل لهذا السيناريو وهذه كانت مهمة مراد طوال الأيام الماضية مع الشيخ أحمد لذلك وجوده كان مهما فوق تلك الشجرة حيث يرقب المعركة عن بعد ويبدأ في توجيه تلك الحفر والأنفاق أيها يجب أن يشتعل وأيها ينتظر قليلا وكانت جسور اللهب هذه من أقوى وسائل الهجوم التي بثت الرعب في قلوب جيش الصفر !
القائد مسعود هو الذي أعطى هذه المهمة الصعبة له وهو يريد أن يكون أهلا لها تمتم في سره : يا الله ساعدني لأكون شيئا مشرفا للإسلام اليوم
سمع صوت الشيخ أحمد وهو يقول : آمين
جفل مراد : ماذا يا فتى لماذا تقول آمين
لا شيء!
شعر مراد أنه لن يفهم الشيخ أحمد أبدا حتى وهم في أحلك ساعات المعركة
المعركة تحسم بسرعة صيحات الله أكبر تعمل عملها جسور من اللهب تحرق معدات الروس التي تشتعل بعدها ذاتيا لإحتوائها على البارود والقنابل والخسائر كبيرة وإحساس بالإطمئنان هو الذي ينعش فلوب الأواريين أكثر وأكثر فرقة عبدالحميد التحمت مع الصفوف فور وصولها وكان من البطولة والإستبسال بحيث أراد أن بعوض كل دقيقة فاتته من المعركة فكان كل واحد من فرقته يقاتل بقوة عشرة أبهرت القائد مسعود نفسه بارك الله فيكم وأيدكم بجند من عنده هتف القائد مسعودوعيناه تمتلئ فخرا بهم
أما الروس فشعور بالهلع يتضاعف في أعماقهم ويكشف لهم خواء أرواحهم وقلوبهم التي ملؤوها بالكره وتاهت بعيدا عن الله فيزداد تخبطهم حتى أن أسلحتهم قتلت منهم أكثر من أسلحة الأواريين !
سلط الجنرال نظره نحو المنطقة القريبة من شجرة مراد وصاح في وجه مساعده من هنا تأتي ألسنة اللهب يجب أن نقضي على هذه الشجرة
اصفر وجه العقيد : هل هي من الجن يا جنرال؟!
كيف ننتصر وعندي مساعد بمثل عقلك وحكمتك؟! نعم هم الشيشانيون الجن؟! يا أبله لا بد أن فرقة منهم تتمركز هناك
نعم سيدي
اذهب واقض عليهم مهما كلف الأمر !!
وقرب المعركة سمع صوت الأسير الروسي وهو يصرخ : أيها الجندي المحترم أيها الجندي أتوسل إليك أن تأتي إلي لحظة ..
صمت وأصوات قتال وسيوف وإنفجارات ولا مجيب
كان الأسرى الروس ينتظرون إنتهاء المعركة في مكان حصين وآمن تم الإحتفاظ بهم في تجويف كهفي أسفل أحد التلال المطلة على ساحة القتال ولم يتوقف أحدهم عن الصراخ وكان اثنان من الجنود الشيشان يحرسون الأسرى قرب مدخل التجويف وينشغلان بمراقبة المعركة والدعاء وقراءة القرآن ..
وسمع صوته مرة أخرى : أيها الجندي المحترم أرجوك أن تسمعني لحظة
يحيى منشغل بتلاوة سورة مريم .. سمعه عدة مرات دون رد ثم أنهى قراءة اللآية الأخيرة همس صدق الله العظيم التفت على علي وقال : ماذا يريد ؟!
علي : لعله خير هل نجيبه ؟!
يحيى : يبدو أننا إلم نفعل سنصاب بالصمم ثم أن صراخه على هذا النحو يلفت نظر الروس إلينا يجب أن يصمت ها أنا ذاهب إليه
دخل يحيى إلى التجويف الكهفي ومعه شمعه كشفت عن وجه ميخائيل وكيف تهللت اساريره كاد أن يطير من الفرحة أخيرا أخيرا أتيت
يبدو أنك معتاد على الثرثرة يجب أن لا تصرخ على هذا النحو تعلم ذلك رد عليه يحيى بروسية جيدة
ميخائيل : أرجوك أيها المحترم أريد أن أقول لك شيئا مهما
أسمعك
أريد .. أريد ..
تكلم وإلا تركتك
أريد أن أكون منكم أريد أن أكون منكم وتأثر جدا لدرجة أن صوته حشرج فلم يكمل العبارة
ارتفع حاجبا يحيى من التعجب حتى أنه أحرق أصبعه بلهب الشمعة لثوان دون أن يحس :
ماذا تعني يا رجل ..
ميخائيل : أريد أن أفعل ما تفعلون وأغسل يدي كما تفعلون وأؤدي معكم هذه الحركات الجميلة عندما أراكم أشعر بالنور يتسلل إلى أعماق قلبي وأشعر أن وجوهكم تعكس صورة الصدق أنتم قوم طيبون أيها الجندي المحترم أرى الشرف والعزة على جبينكم أنتم تستحقون لقب مقاتلين لستم مثلنا أنتم لا تقتلون لأجل سفك الدماء لكنكم تحملون شرف الدفاع عن هذه الدماء .. أريد أن أكون أواريا لا روسي! عند هذه العبارة كانت دمعة قد نزلت على وجنتيه حاول أن يبعدها بسرعة كي لا يراها أحد ..
وعم الصمت المكان ..
يحيى بتأثر : يا أخي يجدر بك أن تقول أريد أن أكون مسلما لا أواريا ولا روسيا تكون عبدا لله ..
لعل الله يريد بك خيرا وربت على كتفه ..
قفز ميخائيل من الفرحة : إذن هل تقبلوني بينكم أريد أن أدخل المعركة الآن إن سمحت لي
إنتظر علينا أن نطبق بعض الأمور قبل ذلك وأخذ يعلمه الإغتسال وترديد الشهادتين ومن ثم الصلاة ..ونزلت السكينة بشكل عجيب على الكهف ..
كان الكثير من الجنود الروس يستعيدون أرواحهم التائهة حينما يخالطون المجاهدين وييتبدى لهم أنه يمكن أن تكون لأرواحهم فائدة أخيرا في هذه الحياة وأن الكون يمكن أن يكون جميلا باسما أنهم فقط استطاعوا استخراج تلك الحقيقة التي تستقر في أعماق كل منهم أن كل هذا الجمال لهو من صنع خالق حينما تنظر إلى صفحة السماء ذات فجر وترستم على مقلتيك كل تلك الألوان التي تبدأ في التنفس مع أشعة الشمس لابد أن تقول يارباه سبحانك وحينما تكون على أرض ساحرة الفتنة كأرض البلقان فلابد أن الخشوع سيستقر في كل قسماتك شئت أم أبيت!
في المعركة بدا أن كل شيء سينتهي قريبا ..
كانت فرقة روسية خاصة قد تمكنت من كشف موقع مراد عرفوا أخيرا أن كل القذائف النارية كانت من صنع هذا الشاب القوقازي عض قائد الفرقة على شفتيه : واحد فقط مقابلكم جميعا لابد أنكم تحتاجون إلى عام كامل لتغسلوا عار نفوسكم الجبانة !
لا بأس أيها المقاتل النبيل سأجعل نهايتك بنيرانك هذه .. بنفس الحشائش سنحرق شجرتك ونجز رقبتك!
كانت الفرقة تتسلل بهدوء نحو المنطقة حول شجرة مراد مستعينة بالفترة التي يزداد فيها الرصاص لدرجة تجعل مراد يختبئ رغما عنه أخذ ذلك وقتا طويلا ..
استخدموا نفس المادة الشديدة الإنفجار وطوقوها حول الشجرة كانت الريح باردة ومراد شعر أن الريح لها نبض يخفق وأنها توشوش له ابتسم وأخذ نفسا عميقا .. مع همسها كان يذكر دعوات أمه وآيات القرآن تنساب من شفتي أبيه أرعبه وجه أطل عليه فجأة من اللاشئ ! شيخ أحمد أخفتني !!
يا بني يجب أن نترك المكان فورا ...
ماذا يا شيخ أحمد لقد أسقطت قلبي
سنغير أماكننا الآن يا بني
أنت شيخ لكنك لست كهلا تكبرني بسنتين أو ثلاث لماذا تناديني بني ؟!
اسمعني لقد أتانا هذا الرجل الصالح إنه روسي من الله عليه فأصبح أخا لنا إننا صغار بالنسبة له فصفحته بيضاء
ماذا تقول يا شيخ أحمد لا أسمع شيئا من الإنفجارات ثم يجب أن تكون متيقظا لا وقت للثرثرة الآن ..
يا بني الروسي الذي آمن بالله يقول أن فرقة خاصة ستفجر المكان فينا بعد قليل لقد دخل بينهم على أنه منهم وقد أتاني ليحذرني تعلم أنني أتكلم الروسية بطلاقة لقد فهمت عليه أوصيته أن يكون معهم لآخر لحظة لكنه دورنا الآن يجب أن نترك المكان ..
لكن القائد مسعود قال ,,,
أقول لك المكان سيحرق اتبعني بسرعة وعند هذه الكلمة كانت النيران تشتعل وألسنتها تتراقص على وجه مراد والشيخ أحمد
قفز الإثنان وبدأ الرصاص ينهال عليهما قفزة الشيخ أحمد كانت كبيرة لدرجة جعلته يتدحرج حتى أسفل الوداي أما مراد فعلقت قدماه في إحدى الأغصان ويبدو أنه أصيب برصاصتين على الأقل
يجب أن أفجر كل الأفخاخ الباقية هكذا أوصاني القائد زحف على بطنه شعر أن كل الأناشيد الشيشانية القديمة تتردد في أذنيه كاد أن يغني هو نفسه بعضها يذكر كيف كان الرسول حاضرا فيها كلها ومعاني البطولة والفداء وحب الدين النيران من حوله لا تخيفه هو يعلم أنها برد وسلام عليه مادام الله راضي عنه واصل عمله كانت الحرارة تزداد وهو يزداد ارتجافا رغم الحرارة يبدو أنه تأثير الإعياء تمكن من صب مزيد من تلك المادة وقذف بكرات من تلك الحشائش على مناطق الأفخاخ كان الدم المتفجر من ساقه لا يتوقف وبدأت الأصوات تخفت تدريجيا ما عدا صوت الإنشاد الشيشاني وسمع كذلك آيات من سورة الزمر تتردد وشعر أنه سعيد جدا وأن كل شيء في الكون أصبح باسما ونطق الشهادتين ...
في صباح اليوم التالي كانت المعركة فد انتهت ..
شوهد مراد وهو ملقى قرب بقايا الشجرة المقطوعة وبقى منها قدرا شعار منحوت للغة الشيشانية القديمة يفسره الشيوخ على أنه قمر لقلب شاب شيشاني أحب وطنه ودينه بشدة ...
الفرقة الروسية تم أسر بعضها فقد دل عليهم الروسي الذي آمن والباقين قتلوا في المعركة كان عدد الشهداء كبيرا لكن النصر كان أكبر وجثث الروس أضعاف مضاعفة ..
اشتاقت الأرض القوقازية لدماء أبنائها فكانت سعيدة اليوم لتحتضن فوجا جديدا من أزاهير الشهادة .. ورواء المسك
بلل الشيخ أحمد لحيته وهو يبكي ويتعكز على رجل واحدة قرب قبر مراد كانت رجله مكسورة لكن قلبه مكسور أكثر على فراق صديقه ..
يا بني لقد فقدنا اليوم قمرا لن يعود البدر كما هو بعد أن فقدنا قلبك لكنك هناك يا فتى كما أردت
كانت رائحة المسك رائعة لدرجة أدخلت السعادة إلى قلوب الجميع ..
يا أبناء القوقاز هل تشمون هذا المسك يفوح من دماء هذا الفتى دمائه ما زالت متدفقة .. جسده مازال طريا عيناه تقول شيئا وابتسامته صافية يبدو كأنه يغفو وسيضحك معي بعد قليل كما اعتاد هل تشمونها هذه رائحة عرسه في جنان الله بإذن الله إنه سعيد لكن لماذا أبكي أنا إنني لشيخ خرف أليس كذلك يجب أن نفرح جميعنا أليس كذلك دعونا ننشد الأناشيد الشيشانية التي تفرح الشهداء ...
وظل نشيد الخلود يتردد في أذني مراد احتفالا بالنصر والشهادة.