الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

قبل الأوان



الكلام للمشرف أبوعبيدة في الملتقى القسامي :

آه لحشرجاتِ صوتي ما تصنع .. آه لدموعِ الشوق في قلبي اذ ترتع .. آه لنبضاتِ العياش وعقل في القلب إذ تسمع .. آه لزفرات الحنين .. وأنين الصامتين .. ومحبةَ رجالِ عز الدين إذ تقلع.حقيقة كنت أود أضع روابط لسيرتهما لمن أراد الاستزادة .. لكن فضلت الحديث عنهما بطريقة مباشرة فربما يكون أجدى للقارئ ..أما عن الشهيد يحيى فأقول: اسمه يحيى عبد اللطيف ساطي عياش مواليد قرية رافات، عرف عن الشهيد يحيى هدوءه وإكثاره من الصمت، عرف عنه أيضاً بأنه شديد الخجل، لم يصدق كل من عرف يحيى بأن يكون هذا الشخص الخجول المؤدب الصامت هو المطلوب رقم واحد للعدو الصهيوني.يحيى أيها الأخوة والأخوات كان مميزاً بين أقرانه في كل شيء فكان أن اخترع -وهو صغير- جهاز كهربائي لتشغيل إحدى الآلات الكهربائية لوالدته لمساعدتها في عمل المنزل، بل إن جميع أهالي منطقة رافات كانوا يذهبون بأجهزتهم الكهربائية ليحيى ليقوم بتصلحيها دون مقابل نظير ذلك، كان يحيى معروف منذ صغره بذكائه الشديد خصوصاً في المواد العلمية، حصل على معدل 92 في الثانوية العامة وكان تفوقه واضحاً في المواد العلمية "الفيزياء والكيمياء"، تقدم للدراسة في الجامعة الأردنية في عمان لكن السلطات الصهيونية رفضت طلبه ويعلق أحد قادة الصهاينة على ذلك بعد سنوات فيقول: "يا ليتنا ما رفضنا طلب يحيى حينما تقدم للدراسة في الاردن، يا ليته ذهب ولم يذقنا من الموت ألوانا".


بعد ذلك تقدم يحيى عياش بطلب للدراسة في جامعة "بيرزيت"، وتخرج منها بتفوق حيث درس الهندسة الكهربائية، وكان حقيقة يتحين فرص الاجازات والعطل الرسمية للعودة سريعاً إلى قريته رافات فلم يكن يعجبه حال الطلاب والطالبات في الجامعة وكان يخجل كثيراً حينما يرى فتاة غير متحجبة في الجامعة أو يرى فتاة تقف مع شاب!!.تخرج يحيى من الجامعة أيها الأحباب بدرجة امتياز ولحظة تسلم الشهادات في حفل التخرج لم يكن يحيى من ضمن الحضور فقد كان مطلوباً للعدو الصهيوني "مطارداً" فتسلم شهادته في الحفل والده ووالدته وشقيقه مرعي.بالمناسبة أود القول هنا بأن والد يحيى هو من تقدم بطلب ذهاب يحيى الى الأردن فيحيى لم يكن يحب أن يترك فلسطين تحت أي ظرف، وحينما تقدم والد يحيى بالطلب قالوا له الصهاينة فليأتي يحيى معك في المرة القادمة سنوافق على طلبه، وحينما أخبر والد يحيى ما أخبره به الصهاينة قال يحيى لوالده لن أذهب، وأضاف: " يا والدي إن ذهبت لهم الآن فلن تراني بعد اليوم أبدا. فقد كان يعرف جيداً بأنهم يريدون اعتقاله-نعود .. بدأت مطاردة يحيى عياش الفعلية مع العدو الصهيوني حينما قام يحيى بتفخيخ سيارة بالمتفجرات وتم وضع هذه السيارة داخل الخط الأخضر -فقدر الله- أن يكتشف العدو أمر السيارة، فجاء خبراء المتفجرات وحاولوا جاهدين تفكيك العبوة الناسفة المثبتة في السيارة لكنهم لم يستطيعوا، ففجروا السيارة في مكانها، وعرفوا أن وراء تفخيخ هذه السيارة رجل خطير جداً، لم تشهد فلسطين مثله قط، وبعد قصة هذه السيارة بأيام فقط، قاد الاستشهادي القسامي البطل القادم بفيزة زيارة لأهله داخل فلسطين وهو بالمناسبة من سكان مسجدنا ولا زلت أذكره تماماً واسمه (لبيب أنور) قاد السيارة المفخخة والتي فخخها الشهيد يحيى عياش قادها في وسط شارع ديزنغوف وقام بتفجيرها في صفوف الصهاينة وقتل وجرح منهم العشرات، فجن جنون الصهاينة وأرى شخصياً بأنه منذ تلك العملية بدأ العد التنازل للعدو الصهيوني الى أن وصل لانسحابهم مدحورين عن قطاع غزة.وتأكد خبراء المتفجرات بأن الطريقة التي تم فيها تفخيخ سيارة الشهيد لبيب أنور هي نفسها التي تم فيها تفخيخ السيارة السابقة، وقام العدو الصهيوني بحملة اعتقالات ضخمة في صفوف رجال حماس وبعد التعذيب الشديد الذي لقيه الأسرى البواسل اعترف أحدهم بأن يحيى عياش هو من وراء تفخيخ السيارة.


على الفور قام العدو الصهيوني باقتحام قرية "رافات" ومنعوا حظر التجول في القرية منذ تلك اللحظة وحتى الساعة التي استشهد فيها يحيى عياش في غزة، وقاموا باعتقال والده ووالدته وأخوته -بالمناسبة يحيى لم يكن لديه أخوات- وقاموا باقتحام كل بيت في رافات بل إن وضع القرية أصبح سيئاً جداً لا أحد يدخلها ولا أحد يخرج منها.يحيى في هذه الفترة كان مع زوجته وابنه البراء في أحد المخابئ السرية، ولم يعر يحيى أي اهتمام لاستفزازات الصهاينة باعتقالهم لوالديه وتعذيبهما.لم يكن بحسبان (الطبيب!!!!!!) الصهيوني اليميني المتطرف القاتل من سكان مدينة الخليل – باروخ غولدشتاين– ولم يكن بحسبان الصهاينة أنفسهم بأن مجزرتهم في الحرم الإبراهيمي أن تمر كسابقاتها دون عقاب، فقد شهد التاريخ بل سجل التاريخ ليحيى عياش انتقامه الفلسطيني الأول لمجزرة يركتبها الصهاينة بحقهم.فبعد المجزرة أيها الأخوة والأخوات أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام بأنها ستقوم بالرد وبالقوة على مجزرة الحرم الإبراهيمي، وبالفعل هذا ما حصل (فكتائب القسام إن قالت فعلت.. وإذا وعدت أوفت .. وإذا ضربت أوجعت). ففي يوم الأربعاء وبعد المجزرة بأقل من أسبوع-وليوم الاربعاء دلالة ستعرفونها- قاد الاستشهادي البطل صالح صوي سيارة كتائب عز الدين القسام والتي فخخها يحيى عياش وقام صوي بتفجرها في وسط الصهاينة فقتل 24 صهيونياً وجرح 117 آخرين جروح 7 منهم خطيرة، وفي يوم الأربعاء الذي يليه مباشرة قام الاستشهادي البطل رائد زكارنة من كتائب عز الدين القسام بالجلوس على حقيبة متفجرات في أحد باصات الصهاينة في وسط مدينة الخضيرة والتي فخخها أيضاً يحيى عياش وقام بتفجير نفسه داخل الباص فقتل 20 صهيونياً وجرح العشرات منهم، بالمناسبة لم يحترق من جسد الشهيد زكارنة سوى جزئه السفلي وأقسم با الله بأن وجهه لم يخدش سوى خدش صغير عند أذنه فقط، وقد شاهدت صورة الشهيد بعد استشهاده في مكان العملية بعد نشرها ولكم التأكد من صدقية كلامي.وفي يوم الأربعاء الذي تلاه مباشرةً أيضاً قام الاستشهادي البطل عمار عمارنة من كتائب عز القسام بتفجير نفسه بعد أن لف على وسطه حزام ناسف بأحد باصات الصهاينة في منطقة العفولة فقتل وجرح العشرات منهم.عياشُ حيٌ لا تقل عياشُ مات ... أوهل يجفُ النيلُ أو نبعُ الفرات


يتبع ...

ليست هناك تعليقات:

واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!

Study
View more documents from Bahrainpath