قطاع غزة مساحته 378 كم2 محاصر من كل الإتجاهات يشترك في حصاره كل الدول المحيطة به والقادرة بمنتهى البساطة على إنهاء معاناته فأمر واحد بفتح الحدود لدخول الطعام والشراب والدواء والوقود والكساء كفيل بإنهاء هذه المحرقة النازية المقيتة محرقة أبشع من الأسطورة الأولى الشهيرة بمرات فالموت حرقا هو موت لمرة واحدة فقط بينما الموت جوعا الموت مرضا الموت كمدا لتخلي الأهل عنك الموت ألما لموت من تحب أمام ناظريك الموت هما على حال الأمة وعلى موات المسلمين فهو من أصعب الأمور
لن نطيل التكلم عن معاناة القطاع كل شيء بات واضحا وضوح الشمس في كبد السماء
واضح جدا أن من فرض هذا الحصار يعلم أن الأطفال يعانون ويعلم أن المستشفيات والمرضى مهددون ويعلم تماما أننا في شهر نوفمبر أي في وقت الزمهرير والشتاء فقطع إمداد القطاع بالوقود ليس عبثا هو يعلم تماما أن الكهرباء ستقطع الآن بالتحديد في وقت الإمتحانات وفي أسوأ حالات البرد والحاجة للدفء لأنه ببساطة "عدو" يريد تحطيمهم ونسفهم وإنهائهم من على وجه الأرض تماما كالوصف القرآني الذي نجده في قول الله تبارك وتعالى "كيف وإن يقدروا عليكم لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة" الآية تستصرخنا وتوقظنا من سباتنا كيف لا نستميت في نصرتهم بكل الوسائل بينما إن قدرعلينا عدونا لا يترك وسيلة ممكن أن تميت وتهشم وتنسف إلا واستخدمها إذن فالتركيز على معاناة الحصار والمحاصرين والنداءات والإستغاثات والرجاءات لن تفيد شيئا على الأقل لنأخذ العبرة من تجربة حصار العراق عشر سنوات كاملة مات فيها الأطفال بأسوأ أنواع السرطانات ونقلت أبشع أنواع المعاناة أمام العالم كله شاهدوا الأكفان والتشوهات والمرضى يأنون موتا ولم تتحرك الديمقراطية العالمية الإنسانية بل هذا ما كانت تريد ولم تشعر عجوز البيت الأبيض أولبرايت بأي حرج أن تخرج وتعلن أنه مقابل إنقاذ هذه الأرواح البريئة يجب على العراق دفع كل ثرواته وكل نفطه كمقابل! إذن هي مافيا عالمية إجرامية ولكن مادورنا نحن؟!في مشهد العراق شاركنا في الجرم ودماء كل أولئك الأطفا ل والأرواح البريئة التي سفكت ستكون في يوم القيامة أمام الله عزوجل في رقابنا تتعلق بنا تلومنا ظل صمتنا يطوقهم حتى مص العراق تماما ولم يتبقى فيه إلا الجوعى والمرضى تمهيدا للإحتلال المباشر إذن أقول فعشر سنوات من تجربة عرض المعاناة لم تفك الحصار بل زادت الحنق والغضب الداخلي لدى المواطن العراقي على من يعجز عن كسر الحصار ويكتفي بعرض المعاناة من جانب كما وأفرزت من جانب آخر مجموعة أردات أن تتقوى بالإحتلال وأتت على ظهور الدبابات لتحطم الطرف الآخر الذي يود الصبر حتى الرمق الأخير ومع أن الوضع في قطاع غزة مختلف إلا أننا نتعلم من كل هذا الكلام السابق أن الطريق الوحيد والحل الوحيد لإنهاء هذه الكارثة في القطاع هي بوقفة صارمة لا رجعة فيها يجب أن تفتح المعابر ويجب أن يفتح معبر رفح بالتحديد لمرة واحدة وللأبد مرة واحدة لا تقبل التراجع ففي الوقت الذي كان فيه الإحتلال الصهيوني يصول ويجول في قطاع غزة شاهدنا المعابر المصرية مشرعة الأبواب ويتهافت الأعداء على السياحة في أم الدنيا بينما ضاقت أم الدنيا بأبناء أمتها من الجوعى والمرضى والبؤساء
الجماهير العربية أطالت لعب دور المتفرج الصامت هذه المرة لدرجة جعلت أول أربع سفن لكسر الحصار غربية بامتياز للأسف! وهي تتحمل وزرا عظيما بصمتها والعمل الأفضل الذي يفترض أن تقدمه الآن هو الضغط المتواصل والثابت من أجل تحقيق الحل الوحيد لإنهاء المهزلة بالعمل ليل نهار وبجد واجتهاد حتى يفتح معبر رفح "ألا يا مصر الكنانة حطمي القيود وافتحي المعبر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق