الجمعة، 2 أكتوبر 2009

ورنا إلى الأفق البعيد مسافرا نحو الحلم 11

آخر سويعات السبت كانت في الآتي اجتماع مع لبنى مصاروة وحديث مطول عن أحوال المقدسيين اجتماع مع غزة الحرة وشرح عن المسؤولية القانونية وتوقيع بعض الأوراق والوثائق وتم توزيع أرقام المحامين في مكتب الحركة الدولية للتضامن مع الفلسطينيين داخل الأرض المحتلة في حال ما تعرضنا لما هو أسوأ وأرقام أخرى في الخارج للمساعدة وبعض المعلومات الأخرى التي قد تفيد

عرفنا أننا كلنا من البحرين سننطلق بما أن عدد كبير سينسحب بنفسه لعدم ملائمة الوقت الحمدلله تنفس الجميع الصعداء أخيرا وقف أحد الأخوة الكويتيين في منتصف القاعة وطلب من هويدا أن تترجم ما سيقوله تكلم بصوت عال معبرا عن مشاعره وبلغة عربية فقال أنه فخور جدا أنه هنا مع هذا الكم من الجنسيات والأديان والأعمار المختلفة والكل هنا مجمتع لهدف واحد هذا يشعره أن الخير في هذه الدنيا لازال موجود ولازال قوي وأن القيمة الإنسانية لازالت تهم الكثير في هذا العالم شكر الكل وتوقع لهذه الحركة الفتية مستقبلا زاهر فاستحسن المستمعون كلامه وصفقوا له ثم مضى

ليلة الأحد ذكرت فاطمة الأخوة أن يحيوا الليلة في قيام ودعاء وتضرع

وكذلك فعلنا ليلة الأحد أصابتني حمى وكنت متعبة خرجنا لشراء بعض الحاجيات وانتهينا بالآيسكريم وعدنا لترتيب كل شيء مرة أخرى الشنط والأمور الأخرى ونحن نستعد نمت قبل الجميع بسبب الحمى ثم صحوت حوالي الواحدة كانت الغرفة مظلمة كلثم نائمة وصوت السيارات في الخارج يحول الصمت إلى ضجيج لثوان ثم يغرق المكان في سكون من جديد ماعدا صوت الريح ..شعرت بشوق لسماع الأذان لم أعد أستطيع النوم السويعات التي نمتها يبدو كانت كافية خرجت للصالة هادئة أيضا "والغرف لمن لا يعلم في السن فلور عبارة عن صالة ومطبخ وغرفتين فهي كالشقة أكثر من غرفة" هدوء من غير حكايا فاطمة وكلثم ولا حتى ضجيج قناة الجزيرة التي كنا نتابعها والستائر تتحرك من شدة الريح كنا نفتح النوافذ في الصالة بسبب الحر لأن أجهزة التكييف لم تكن تعمل ..

وكانت الحمى تشتد علي أخذت دواء وشربت القليل من الماء وتمددت على الأريكة في الصالة وأخذت أفكر في حال كل المعذبين يا ترى من يخفف عن المرضى في السجون آلامهم أطفال غزة كم من أطفال غزة ألقي عليه سلاح محرم دوليا كم منهم فقأت عينه أو بترت رجله أو قطعت يده أو فقد والديه وبيته بأي حق كل ذلك يحصل؟ لماذا الظلم لا يتوقف؟ لماذا لا نكون أقوياء كأصحاب حق كفاية كي نوقف الظالم عند حده؟ لماذا ننسى سريعا؟!! لماذا ذاكرتنا ضعيفة؟!! كيف يمكن أن ننسى دمعات الأطفال؟ إن طفل عربي مسلم واحد يبكي ينظر ألينا بألم يستنجد ضمائرنا لاحول له ولا قوة كلنا أم له بعد رحيل أمه كلنا مسئول عنه كيف يهنأ لنا عيش وأطفال المسلمين ييتمون ..

كانت لحظات غريبة ..و أغرقتني أفكاري في هذه الليلة ..

لحظات ورن هاتف كلثم إنه وقت السحر واستيقظت فاطمة وبدأنا نصلي وكنت قد بدأت أتحسن قليلا ..

لم نفطر إلا بشيء خفيف جدا كسرات خبز مجفف وبسكويت وذلك خوفا من دوار البحر كنا مستعدات تماما بعد صلاة الفجر ..

وانطلقنا ..

هذا المشهد تكرر عدة مرات في الأيام القليلة الماضية وكأنه جزء من ظاهر الديجافو الشهيرة ياترى هل ننجح هذه المرة ..

هل سيعيدوننا من جديد أم تطأ أرجلنا السفينة أخيرا

دخلنا منطقة الميناء نحن عند البوابة استلمنا الجوازات مختومة بالموافقة كالمرة السابقة من عند البوابة نحن نعبر والشمس تشرق وينتشر ضياءها في كل مكان كنقطة حبر تلون كأسا من الماء فتغير لونها هكذا تضيء السماء رويدا رويدا ونرى ظلالنا منعكسة على الشارع الطويل المؤدي للسفينة كان البعض واجم غير متفائل والآخر في منتهى التفاؤل أنا كنت متفائلة وأذكر أبيات أرسلتها لي شقيقتي ظلت عالقة في ذهني ونحن نسير .. إلى القدس هيا نشد الرحال ندوس القيود نخوض المحال ونمحو عن الأرض فجارها بعزم الرجال

فاطمة كانت تخاطب إحدى السيدات الاسكتلنديات قائلة : الله سييسر لنا الأمر بفضله ونحن نتوكل عليه

وقفنا قليلا حتى تنتهي الإعدادات للسفينة وندخل الشنط وبدأ قلبي يخفق نحن نقترب من الحلم كنت في الحقيقة من المتفائلين اعتقدت حقا في قرارة نفسي أننا سننطلق اليوم لبنى سارت معنا وكانت لا تستطيع مقاومة دمعاتها لبنى كانت ممن تنازل عن مقعده وهذه ثالث مرة تفعل ذلك في مجموع رحلات غزة الحرة من أجل أن يتاح المجال لغيرها حزنت كثيرا كانت قد اشتاقت لوالدتها كثيرا في القدس عندما علم الأخ حسن يوسف من الجمعية الإسلامية بما جرى مع لبنى قرر التنازل عن مقعده لها حاولت أن ترفض لكنه أصر عليها وبالتأكيد فرحت بذلك هكذا إذن كل من أتى من البحرين سيكون على متن السفينة ماعدا الأخ حسن يوسف

لاحظنا بيتر يقاوم دموعه كذلك ما المشكلة بيتر؟

لقد استبعدوني سعدت كثيرا بالتعرف عليكم وكنت أتمنى لو أني سلمت بحوثي عن غزة بنفسي للمسئولين هناك لكن يؤسفني عدم تمكني من تحقيق ذلك شعرنا بالأسى له دافيد كان يفترش الأرض أيضا على بعد أمتار وينظر بحزن للسفينة يحاول التظاهر بالسكون ومن ثم يمسح دموعه وينشغل بالتصوير كي يتناساها لقد تم استبعاده أيضا

من معنا إذن :

فتحي جويدي ، لبنى مصاروة ، عثمان البتيري "مراسل الجزيرة" ، منصور الإبي "مصور الجزيرة" ، سينثيا ما كيني ، أنا الممرضة الأمريكية ، ألكساندرا ، تيريزا وآخرون وأخريات……. بدأت تتضح الأسماء أكثر وأكثر

كان بازياس يقف على بعد أمتار من السفينة يطالعها بفخر ومحبة كانها ابن حبيب إلى قلبه

قررنا وكلثم وفاطمة أن ن نذهب إليه لنشكره على صنيعه معنا واهتمامه الكبير بالقضية الفلسطينية كان سعيدا جدا وقال هذا أقل واجب فقط صلوا من أجلي قلنا له سوف ندعو لك قال نعم أرجوكم هذا كل ما أتمناه! فنسأل الله أن يشرح صدره للإسلام وكل عاقل طيب يعمل لأجل الخير في هذه الدنيا

بدأنا نصعد السفينة كانت روح الإنسانية جميلة جدا مزينة بأعلام ترفرف فوقها علم البحرين يرفرف بسعادة او هكذا شعرت علم اسكتلندا علم تونس علم فلسطين الجميل بألوانه الأثيرة

صعدتها وأخذت أصور غريتا كانت متأثرة جدا مسكت يدي بتأثر وقالت تمنيت لو كنت معكم قامت غريتا بجهد جبار ولازالت ستفعل الكثير فيما تبقى .. شعرت بكم من النشاط عجيب يسري في عروقي وكانت المشاعر مختلطة جدا لا توصف أرسلت رسالة لعدد من الأحبة في البحرين نحن ننطلق أخيرا نحو الحلم دعواتكم لنا ..

حلمي الأثير كان المشهد مؤثرا جدا عدد من الصحفيين يقابل وآخر من المصورين يلتقط مئات الصور أخيرا نحن ننطلق هل أنا أحلم أم هذه المرساة ترفع حقا هل أنا أحلم أم هذا المحرك فعلا يتحرك ويصدر أجمل صوت كنت أود الاستماع له هل أنا أحلم أم أن الميناء يبتعد حقا والصور تصغر والأمواج تتحرك عن يمين ويسار وهذه الأيدي تلوح من هناك ترفض أن تتحرك أو ترجع أدراجها قبل أن تغيب سفينة روح الإنسانية عن ناظريها وقبل ذلك فلا حراك الكل كان يلوح هذا الجمع الإنساني الطيب لن أنساكم أبدا أيها الطيبون حتى لو لم تتعدى معرفتنا بكم أياما معدودات لكني لن أنساكم ما حييت الكل كان يلوح ويمسح دموعه رمزي كان أنفه يحمر من البكاء

رمزي وماري وغريتا وبيتر ودافيد وكويفا وبازياس …

قبرص تبتعد رويدا رويدا شكرا لكم "مرفق صور عن بعض الذكريات هناك"

نحن ننطلق نحن ننطلق ياربي رباه لك الحمد رباه لك الحمد وسع الفضا وسع السما عدد النجوم النيرات عدد الموج من حولنا عدد ما في محيطك الواسع هذا من حبات ماء يارب رباه ما أكرمك ما أكرمك

حمدلله حمدلله حمدلله ربي لك الحمد

نحن نقترب يا غزة الحبيبة ومن هذه اللحظة حتى الوصول أو هكذا كنت أظن لن يتوقف قلبي عن الخفقان من شدة الفرح

كان النوم قد هجرني لن آكل لن أشرب لن أنام بل لن أتكلم حتى كل لحظة من الآن يجب أن استشعرها واستمتع بها نحن في الطريق إلى مهجة القلب إلى الحلم البعيد ..

ولهذا الحديث بقية ،،

إن أحيانا الله

ليست هناك تعليقات:

واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!

Study
View more documents from Bahrainpath