منذ فترة غير بسيطة أعلنت المدينة الواعدة أصداء للإنتاج الإعلامي عن عزمها على إنتاج فيلم يحكي قصة الشهيد المجاهد البطل عماد عقل فكان الخبر السعيد الذي ظللنا ننتظره بلهفة وكانت الأنباء أن كاتب السيناريو هو الشيخ المجاهد والد الشهيدين الدكتور محمود الزهار فكانت اللهفة والترقب أكبر ..
مدينة أصداء الفنية هذه التي دمرتها طائرات العدو الهمجية في عدوانها الإجرامي على قطاع غزة الأخير لكنها عادت وبنت نفسها من جديد بإمكانيات بسيطة … بعمل دءوب وجهد واضح كان الفلم المنتظر أخيرا ورأى النور أول فلم عربي أبطاله من الشهداء أول فلم عربي يحسن اختيار موضوعه أخيرا فحينما تحاول هوليود ومثيلاتها اختراع أبطال أساطير من خيالاتهم واختراعاتهم لأن تاريخهم لا يحوي إلا مروضي البقر أو قطاع الطرق والقتلة والسراق أو عصابات المافيا فإن تاريخنا يزخر بهؤلاء الأبطال والمجاهدين الحقيقيين لكن مع ذلك تتجه أفلامنا لتشوه صورة أمتنا وحضارتنا بكل تافه ورذيلة!
فلم عماد عقل خطوة في الاتجاه الصحيح
يا أيها البطل الذي بكت الشمس لرحيله وصنعت من ضفائر أشعتها وشاحا للعزاء
يا أيها البطل الذي دوخ المحتل ومرغ أنفه في التراب
يا من امتلك روحا تواقة حرة نريد للأجيال القادمة أن تعرف من هو عماد عقل وأن تفتخر به وترفع رأسها بسيرته وأن تسير على دربه ليكون مئة عماد من جديد
الفيلم الآن متوفر على اليوتيوب بأجزائه الكاملة
أحب أن أضيف أن الأبيات الجميلة التي تمس الوجدان والتي كتبها المرحوم ماهر عبدالله مقدم برنامج الشريعة والحياة السابق
قد كتبها إثر رحيل البطل المجاهد عماد عقل وقد أنشدت في نشيدة شهيرة ألا وهي فتنت روحي يا شهيد ويقول فيها :
يقولون مات،
ومثلك لا يحسن الموت إلا
إذا اختار لحظته الفاصلة
وفوق المدى،
كانت الشمس ترقب أقمار عينيك حتى تعود ..
تحنّي ابتسامتها بابتسامتك الناحلة
يقولون غاب، ومن كان مثلك
كيف يطيق الغياب؟
وكفاك ما زالتا تمسكان بخصر المدى..
ترفعان السنابل كي تنحني
فوق أحلامنا الذابلة .
يقولون مات،
وأنفاس عطرك في بسمة الزعفران أراها..وفي شهقة الياسمين المروّى بحزن الخليل.
ودقات قلبك، ألمحها في النخيل..
وفي موجة البحر ترخي ضفائرها
فوق جرح الجليل، واسمعها ،
على ضفة النهر ترنوا إلى المستحيل،
وتحنو على روحنا القاحلة.
يقولون مات،وأمي على طرقات المدينة تلعن أولادها العابثين ..
وتغزل من سمرة الأرض والياسمين،
رحيقاً طرياً لعينيه ..
حتى يظل على صلة بالتراب .
وتبقى السهول معطرة بالحنين إليه ..
وتغزل من عبق الذكريات
أغان لميقاته اللازوردي،
تغزل أغنية
للزمان الذي قد تجمّد في لحظة فوق جفنيه.
يقولون مات،
فكيف سنوقف حزن العصافير
حين تمر على صفحة الشمس كيما تراه؟
وكيف سنوقف حزن الحقول ..
إذا غافلتنا بدعوته لافتتاح الربيع؟
وكيف سنوقف حزن المآذن،
حين تنادي صباحاً عليه ولا يستجيب؟
فلا ترحل من هنا يا حبيب..
وأرواحنا الصامتات امتشقها
وعلق جدائلها بالسحاب،
وداعب سرائرها باللهيب .
فما جرح هذا الزمان اختصار
ولا صوت هذا المدى النحيب
وأنت احتقان العواصف فينا،
إذا غاب صوتك مات اللهيب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق