الاثنين، 7 يوليو 2008

نادت غزة...فلبت القدس النداء





أجبرت شرطة العدو الصهيوني عائلة الشهيد حسام دويات على إغلاق خيمة العزاء بينما لا يتوقف المغتصبون في مدينة القدس يوميا عن التظاهر أمام منزل الشهيد للمطالبة بهدم هذا البيت على رؤوس ساكنيه والإنتقام منهم والتنكيل بهم ففي ظهيرة يوم الأربعاء الثاني من شهر يوليو الجاري كان مغتصبو القدس على موعد مع حسام دويات وهو سائق جرافة فلسطيني عادي من عامة الشعب يعمل لدى شركة بناء فوجئوا به وقد توجه بجرافته إلى واحدة من أكثر الشوارع اكتظاظا في المدينة والتي قام المغتصبون بحرمان أهله الأصليين من المرور فيه إلا بتصريح وبتجاوز المعابر بينما ينعم المغتصبون فيه جيئة وذهابا حسام دويات أعاد للجرافة وظفيتها الأصلية فبدل قيامها ببناء مغتصبات الصهاينة وهدم منازل الفلسطينيين فإنه قام مستخدما تلك الجرافة بالتصدي للسيارات والحافلات العابرة في ذلك الشارع فأسفرت عمليته البطولية عن قتل ما لايقل عن أربعة مغتصبين و سقوط 70 جريحا آخرين حسب الروايات الصهيونية قبل أن تصيبه رصاصة من قناص صهيوني فيصيح الله أكبر ثم يسقط شهيدا


هذه العملية ليست الأولى من نوعها ففي السادس من شهر مارس الماضي قام الإستشهادي علاء أبودهيم بتنفيذ عملية القدس الغربية والتي أسفرت عن مقتل 8 مغتصبين صهاينة وإصابة أكثر من 35 آخرين إضافة إلى استشهاده والملفت فيها هو تزامنها مع قيام العدو الصهيوني بارتكاب جريمة قتل أكثر من 130 فلسطينيا منهم أطفال رضع ضمن مهمته الإجرامية الشتاء الساخن والتي قام فيها بهجمات مستمرة ومتصاعدة يوميا على قطاع غزة عملية أبودهيم نفذت في مدرسة تلمودية إرهابية متطرفة تخرج كبار قادة المستوطنين الصهاينة وخرجت منذ تأسيسها في عام 1924 مئات من أولئك القتلة المتطرفين ويرى محللون أن هذه العملية تعد بطولية بإمتياز وذلك لتمكن منفذها من اختراق مئات الحواجز الأمنية والتسلل إلى المدرسة المحصنة بكافة التدابير والتي تقع في القدس الغربية حيث تعد "ثكنة عسكرية لقوات الأمن والشرطة الإسرائيلية" هذا من جانب ومن جانب آخر أنها كانت ضربة للصهيونية العالمية حيث تعد هذه المدرسة مركزا لتفريخ الإرهابيين الصهاينة على خطى الجيل الصهيوني الأول وتطبيق أفكاره!


كل هذه العمليات تؤكد أن صرخات أهل غزة يدوي صداها في القدس المحتلة رغم صعوبة الأوضاع هناك وأن كل هذا التظافر العالمي والدولي على تجويع أهل غزة وقطع كل الإمدادات عنها اللازمة لتشغيل المستشفيات وعلاج المرضى والتجاهل العالمي للحاجة الغذائية الملحة وتعمد قطع الوقود الذي يعد عصب الحياة وتأكيد هذه المجزرة الجماعية بغارات متواصلة من قبل العدو لا يمكن أن يمر دون رد من أبناء الشعب الفلسطيني الحر فالقدس هي امتداد طبيعي لغزة فهي بمثابة القلب لأعضاء الجسد لا يمكن أن ترى عضوا يئن دون أن تضخه بدماء جديدة تنعشه وتقوي فيه المنعة والصمود وأنه كلما زادت مشاهد الحرق والألم والوحشية التي يقوم بها العدو الصهيوني في قطاع غزة فإن السحر سينقلب على الساحر وسيرى مشاهد من الألم حتى في أكثر المواقع تحصينا وأمنا أو التي يظنها كذلك فبينما صم العالم أذنيه عن نداءات أطفال غزة الرضع وشيوخه ونسائه ومرضاه فإن القدس لبت نداء غزة وقالت كلمتها وفي الحقيقة إن هذه الكلمة تعد بمثابة صفعة للعدو الصهوني فكلما توهم العدو أن إرادة المقاومة قد خبت في الشعب الفلسطيني أو أنه قد استسلم لأوهام المفاوضات أو أن الفتنة التي سعى لها جاهدا وخطط لها مع كبار مسؤلي المكتب الفدرالي الأمريكي و حفنة من الداخل الفلسطيني التي لا تمثل إلا نفسها كما نشرت مجلة فانتي فير الأمريكية الشهيرة فحينما يتوهم نجاح مخططاته تلك فإنه لا يلبث إلا أن يفيق من أحلامه على واقع هذه العمليات البطولية
لكن ما الذي يعنيه كل ذلك؟

يعني أن إرادة التحرر ليست حكرا على فصيل هنا أو هناك لكنها إرداة متجذرة في كل الشعب الفلسطيني وأنها فتية قوية لم تضعف ولم تخبو بعد وأن النكبة الفلسطينية التي بدأت قبل 60 عاما بسرقة الوطن وتشريد الأهل وسفك الدماء الطاهرة لم تنتهي فصولها بعد بل ستكون نقطة الختام فيها بيد الشعب الفلسطيني الحر بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

واجب القراءة قفزة عباس في الهواء ستكلف فلسطين والحقوق الفلسطينية باهضا!

Study
View more documents from Bahrainpath