كثيرا ما نشتاق للحظات الطفولة الجميلة وكل ما فيها من ألوان البراءة والتدفق
نضحك في سرنا كثيرا عندما نتذكر كيف كنا وكيف أصبحنا اليوم كيف أخذتنا الحياة في أيامها وراكمت علينا التجارب والمواقف واللحظات والعبرات حتى شكلت نفسياتنا الجديدة ولكن تظل الروح الطفولية الأولى مسكونة فينا دون أن تخبو أو تموت ولا نفتقد الطفل الأول الذي كان فينا إلى الأبد
ماذا كنا نحب أن نسمع عندما كنا صغارا ؟ مالذي كنا نحب الإستغراق فيه ؟ ما الذي كان يشغل أوقاتنا وأحاديثنا في تجمعاتنا مع الأطفال الآخرين؟ ماذا عن المدرسة ومالذي تركته في أرواحنا من بصمات؟ ماذا عن المسكن المكان الطوب والمبنى أليس له نصيب كذلك من أنفاسنا وذاكرتنا ؟
من الجميل أحيانا أن نفتح صندوقا قديما نحتفظ به بكل تلك الأشياء الأثيرة التي مررنا بها
فلماذا لا نقوم الأن بفتح ذلك الصندوق لكن هذه المرة بفتح زوايا خاصة في نفوسنا ونستمتع بجولة في عالم الطفولة البعيد
بالنسبة لمن كنا نسمع لا أنسى أبدا مالذي كانت تخلفة كلمات أبوراتب في نفسي وكم كنت أحب الإستماع إليها وواحدة من أناشيده تلك التي اخترتها لكم في الأسفل هذه النشيدة بالذات من الأقرب إلى قلبي
أبومازن كنت أتمنى في الرحلات الطويلة بالسيارة وخاصة في الليل كنت أتمنى أقول - أن يكون خيار سائق السيارة هو أبومازن حيث أسبح مع أنغام صوته التي أتعجب ولا أصدق حقا أنها ليست أنغاما موسيقية حقيقية وأظل أرمق النجوم وأخلق لي عالما خارج إطار السيارة مع كل المناظر الجميلة التي نمر بها وحتى القطط والجدران والبشر وأفصل نفسي عن ثرثرة صوتية أخرى خارج هذا الجو!
هناك المزيد فلكل منشد كانت مرحلة وحالة معينة نحلق فيها وذكريات ما تلبث أن تطل برأسها فور سماعي لتلك الأصوات الحميمة رفاق الطفولة
أنا بطبعي أدقق على الكلمات كثيرا ويهمني في الأنشودة وقعها وكلماتها ومعناها أكثر من أي شيء آخر لذلك فإن لأولئك العمالقة أثرا كبيرا في نفسي ...
إذا انتقلنا إلى القرآن الكريم الذي كان يجب أن أبدأ به .. فلا زلت أذكر جيدا كيف كنت أعيش معنى كل آية وتنتبه كل حواسي وأشعر بنشاط روحي وعقلي عجيب يكاد يجعلني أفهم كل آية كأنها خطاب شخصي لي عندما يقرأها الشيخ الشاطري جزاه الله عني كل خير وأيضا كان خياري المفضل في السيارة خاصة في رمضان وطريق الجامعة البعيدة ...
ولا أنسى دمعاته في هدأة الليل حين كان يقرأ من سورة الحاقة ... "خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه " فجعلني أعيش المشهد وأشفق على نفسي منه وأدعو الله أن يجيرني من أن نكون فيه .. الشاطري صوت أسيف رقيق وكلمات تصدر من نبضات القلب لا من الحنجرة ..
ومن قبله كانت قراءة أمي كثيرا ما كنت أنام على كتفها وهي تقرأ القرآن ولم تكن تدرك أني أتعمد ذلك فحين أراها قد بدأت القراءة بصوتها الندي فحتى لو كنا نلعب أكثر الألعاب إثارة عندي فإني كنت أفضل الإستلقاء بجانب أمي والإستغراق في كل ذلك السلام والحق الذي يشع من حولها بفضل كلام الله عزوجل الذي تتلوه ...
وهنا نعود للطوب والحجر الذي نتعلق به .. لازلت أشعر أن أجزاء مني نسيتها عالقة هناك في ذلك المكان حيث بيتنا القديم الأول الأول ..
حيث رائحة غرفة مميزة هناك كانت تحوي كل علوم المعرفة وأشواق الدعوة ..
والآن لماذا أواصل على هذا المنوال؟ يبدو أني ثرثرث كثيرا اليوم
إنه جزء من الشوق للطفولة
وإذا أحببتم أن تشاركونا بقصاصات من ورق طفولاتكم فأسمعونا بعض الأجوبة عن تلك الأسئلة
وسنستمع بكل سعادة ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق